(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

السبت، يناير 30، 2016

حق المسلم على المسلم


     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد:
   اعلم أخي الكريم أن حقوق المسلم على المسلم كثيرة، يقول ابن حمدان: "ما للمسلم على المسلم: أن يستر عورته, ويغفر زلته, ويرحم عبرته ويقيل عثرته, ويقبل معذرته, ويرد غيبته, ويديم نصيحته, ويحفظ خلته, ويرعى ذمته, ويجيب دعوته, ويقبل هديته, ويكافئ صلته, ويشكر نعمته, ويحسن نصرته, ويقضي حاجته, ويشفع مسألته، ويشمت 



عطسته, ويرد ضالته, ويواليه ولا يعاديه, وينصره على ظالمه, ويكفه عن ظلم غيره, ولا يسلمه, ولا يخذله, ويحب له ما يحب لنفسه"[1]، وقد يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض الحقوق دون البعض الآخر لأهميتها، فمن ذلك , ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيل: مَا هُنَّ يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَال: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ[2]، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ}[3]، وإليك أخي المسلم نبذة عن هذه الحقوق على النحو الآتي:
أولا: طرح السلام والرد عليه.
     أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، ورده فريضة، فرض عين على من قُصد به، وفرض كفاية إذا قُصد به جماعة، فإنه يجزئ رد أحدهم، لقوله تعالى: (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[4]، وقوله عز وجل: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)[5]، فطرح السلام والرد عليه أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين، وهو أيضا سبب لدخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ}[6].
     والسنة أن يسلم المسلم على المسلم، سواء كان يعرفه أو لا يعرفه، فعن عبد اللَّه بن عمرو رضى الله عنهما: {أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ}[7]، كما يسن ابتداء السلام عند الإقبال والانصراف؛ لقول أبي هريرة رضي الله عنه: {إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ}[8].
     وليعلم أخي القارئ أنه يَحرُم على المسلم أن يقاطع أخاه المسلم أكثر من ثلاثة أيام، فلا يكلمه ولا يسلم عليه، ولكن الأفضلية لمن يترك هذه المقاطعة ويبدأها بالسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: {لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ}[9].
ثانيا: إجابة الدعوة.
   يُسنّ للمسلم أن يلبي دعوة أخيه المسلم في وليمة العرس والعقيقة ؛ لما فيها من الأجر والثواب، ويستحب في غيرها، مثل: الشَّنْدَخِيَّةُ: وهي طعام العقد على الزوجة، وَالْعَذِيرَةُ: وهي الدعوة إلى طعام يصنع عند ختان المولود، والْخُرْسُ: وهو الإطعام عند الولادة، لخلاص الوالدة وسلامتها من الطلق، والْوَكِيرَةُ: وهي الطعام الذي يصنع بمناسبة البناء، والنَّقِيعَةُ: وهي ما يصنع من الطعام للغائب إذا قدم من سفر طويلا كان أو قصيرا أو للعائد من الحج، والتُّحْفَةُ: وهي الطعام الذي يصنعه لغيره القادم الزائر وإن لم يكن قادما من سفر، والْحِذَاقُ: وهو ما يصنع من الطعام عند حذاق الصبي وهو يوم ختمه للقرآن، والْوَضِيمَةُ: وهي طعام المأتم أو المصيبة، وَالشِّنْدَاخُ: وهو المأكول من ختمة القارئ، وَالْعَتِيرَةُ: وهي الذبيحة تذبح أول يوم من رجب[10].
   فعَن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال: {إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا}, وفي حديث آخر: {إذَا دَعَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُجِبْ عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ}[11]، وعَن أَنس بن مالك رضي الله عنه: {أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ, فَأَكَلَ مِنْهُ}[12].  
ثالثا: النصيحة.
   المسلم بحاجة إلى نصح أخيه المسلم؛ لأنه يرى منه ما لا يرى من نفسه، فيستفيد من أخيه معرفة عيوب نفسه، ولو انفرد لم يستفد، كما يستفيد بالمرآة الوقوف على عيوب صورته الظاهرة[13]، يقول صلى الله عليه وسلم: {الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ}[14]، أي المؤمن لأخيه المؤمن كالمرآة التي ينظر فيها وجهه, فالمؤمن يطلع أخاه على ما فيه من عيب وينبهه على إصلاحه ويرشده إلى ما يزينه عند مولاه تعالى , وإلى ما يزينه عند عباده , وهذا داخل في النصيحة[15].
   وينبغي أن تكون النصيحة في سر لا يطلع عليه أحد، بأن ينصح الناصح للمنصوح فيما بينهما، ولا يطلع على عيبه أحدا ؛ لأن نصائح المؤمنين في آذانهم، وما كان على الملأ فهو توبيخ وفضيحة، وما كان في السر فهو شفقة ونصيحة، كما ينبغي لمن استنصح أن يخلص النصيحة؛ لأنه مستشار يوجه إلى ما فيه رشد المستشير وخيره، فإن أشار عليه بغير صواب فقد غشه في مشورته، لقوله صلى الله عليه وسلم: {الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ}[16]، قال الطيبي: "معناه أنه أمين فيما يسأل من الأمور فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته"[17].
رابعا: تشميت العاطس.
     من فوائد تشميت العاطس تحصيل المودة، والتأليف بين المسلمين، وتأديب العاطس بكسر النفس عن الكبر والحمل على التواضع ؛ لما في ذكر الرحمة من الأشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه أكثر المكلفين[18]، لذا اتفق الفقهاء على أنه يشرع للعاطس عقب عطاسه أن يحمد الله، فيقول: الحمد لله، ولو زاد: رب العالمين كان أحسن، ولو قال: الحمد لله على كل حال كان أفضل، وقيل يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ومتى حمد الله العاطس بعد عطسته , كان حقا على من سمعه من إخوانه المسلمين غير المصلين أن يشمته "يرحمك الله"، ويندب للعاطس أن يرد على من شمته: فيقول له: يغفر الله لنا ولكم، أو  يهديكم الله ويصلح بالكم، وقيل: يجمع بينهما، فيقول: يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا ولكم، يقول صلى الله عليه وسلم: {إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَيَقُولُ هُوَ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ}[19].
     ومن تكرر عطاسه فزاد على الثلاث, فإنه لا يشمت فيما زاد عنها؛ إذ هو بما زاد عنها مزكوم، فعن سلمة بن الأكوع  رضي الله عنه قال: {عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا شَاهِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:هَذَا رَجُلٌ مَزْكُومٌ}[20].
خامسا: إعادة المريض.
     عيادة المريض (أي زيارته) سنة مؤكدة، وتشرع للمسلمين كافة، يستوي في ذلك من يعرف المريض ومن لا يعرفه، ويستوي في ذلك القريب والأجنبي، إلا أنها للقريب ومن يعرفه آكد وأفضل لعموم الأحاديث النبوية الشريفة، لقوله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِى: قَالَ يَا رَبِّ: كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِى عِنْدَهُ...}، وقوله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاهَا}[21]، أي يؤول به ذلك إلى الجنة واجتناء ثمارها[22]، وقوله صلى الله عليه وسلم: {مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِىَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِى الْجَنَّةِ}[23].
     ومن الآداب التي ينبغي للزائر أن يراعيها عند عيادة المريض: أن لا يطيل الجلوس إلا إذا علم أنه لا يشق عليه ويأنس به، وأن تكون زيارته في الوقت المناسب والمسموح به، وأن يدنو منه ولا يجلس على سريره، ويضع يده على جسمه، ويسأله عن حاله، وينفس له في الأجل بأن يقول ما يسر به، ويوصيه بالصبر على مرضه، ويذكر له فضله إن صبر عليه، وأن يستصحب معه ما يستروح به كريحان أو فاكهة، وأن يتصدق عليه إن كان محتاجا لذلك، وأن يرغبه في التوبة والوصية إن لم يتأذ بذلك وإن لم تظهر عليه أمارات موت على الأوجه، وأن يتأمل حال المريض وكلماته، فإن رأى الغالب عليه الخوف أزاله عنه بذكر محاسن عمله له، وأن يدعو له، ويسأل منه الدعاء فدعاؤه مجاب[24]، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا يدعو له بالشفاء والعافية، فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِىَ بِهِ قَالَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِى لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا}[25]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ}[26].
سادسا: اتّباع الجنازة.
     من حق المسلم على أخيه المسلم أن يحضر جنازته إذا مات ؛ لأجل الصلاة عليه ومواراته، واتباع الجنازة للرجال سنة، لما روي عن البراء رضي الله عنه قَالَ: {أَمَرَنَا صلى الله عليه وسلم بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ}[27]، وهو على ثلاثة أضرب: الأول: أن يصلي عليها ثم ينصرف، والثاني: أن يتبعها إلى القبر، ثم يقف حتى تدفن، والثالث: أن يقف بعد الدفن فيستغفر له , ويسأل الله له التثبيت ويدعو له بالرحمة[28]، لقوله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّىَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ}[29]، ولما رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: {كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ}[30].
     وأما النساء فيكره لهنّ اتباع الجنازة، لما روي عن أُمِّ عَطِيَّةَ رضى الله عنها قَالَت: {نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ}[31]، وعن علي رضي الله عنه قال: {خَرَجَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم فَإِذَا نِسْوَةٌ جُلُوسٌ فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُنَّ؟ قُلْنَ: نَنْتَظِرُ الْجِنَازَةَ، قَالَ: هَلْ تَغْسِلْنَ؟ قُلْنَ: لاَ، قَالَ: هَلْ تَحْمِلْنَ؟ قُلْنَ: لاَ، قَالَ: هَلْ تُدْلِينَ فِيمَنْ يُدْلِى؟ قُلْنَ: لاَ، قَالَ: فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ}[32].
     وينبغي لمن تبع الجنازة أن يطيل الصمت، ويكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن وغيرهما، لما روي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: {كان أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ ثَلاثٍ: عِنْدَ الْقِتَالِ, وَعِنْدَ الْجَنَائِزِ, وَعِنْدَ الذِّكْرِ}[33]، كما يكره لمتبع الجنازة أن يجلس قبل وضعها للنهي عن ذلك، ولأن الجلوس قبل وضعها فيه إزدراء بها، قال صلى الله عليه وسلم: {إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلاَ يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ}[34].







[1] السفاريني، غذاء الألباب، ج 1 ص 266.
[2] "فَشَمِّتْهُ": بِالسِينِ الْمُهمَلَة وَالشّين الْمُعجمة، قَال ثَعلب: يُقَالُ شَمَّتَّ الْعَاطِسَ وَسَمَّتَهُ إذَا دَعَوْت له بِالهُدى وَحُسْن السَّمْت الْمُسْتَقِيمِ، قَال: وَالْأَصل فِيه السّين الْمُهْمَلَة فَقُلِبت شِينًا مُعجمة. الصنعاني، سبل السلام، ج 2 ص 612.
  [3]رواه مسلم.
[4]  سورة النور: الآية 61.
[5] سورة النساء: الآية 86.
[6] رواه مسلم.
[7] رواه البخاري.
[8] رواه أبو داود موقوفا مرفوعا بإسناد صحيح.
[9] رواه البخاري ومسلم.
[10] البهوتي، كشاف القناع، ج 5 ص 164،166.
[11] رواهما مسلم.
[12] رواه مسلم.
[13] الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 2 ص 30.
[14] رواه أبو داود بإسناد حسن.
[15] الصنعاني، سبل السلام، ج 2 ص 697.
[16] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
[17] العظيم آبادي، عون المعبود، ج 14 ص 25.
[18] ابن حجر، فتح الباري، ج 10 ص 602.
[19] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
[20] رواه الترمذي وقال عنه: حسن صحيح.
[21] رواهما مسلم.
[22] النووي، شرح صحيح مسلم، ج 16 ص 124.
[23] رواه الترمذي وقال عنه: حسن غريب.
[24] ابن علان الصديقي، دليل الفالحين، ج 6 ص 33،34. النفراوي، الفواكه الدواني، ج 2 ص 294.
[25] رواه البخاري.
[26] رواه الترمذي وقال عنه: حسن صحيح.
[27] رواه البخاري.
[28] ابن قدامة، المغني، ج 2 ص 174.
[29] رواه البخاري.
[30] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
[31] رواه البخاري.
[32] رواه ابن ماجة بإسناد ضعيف.
[33] رواه البيهقي في سننه الكبرى، حديث رقم: "6974".
[34] رواه البخاري.
التعليقات
0 التعليقات
جميع الحقوق محفوضة@2015 : د.حسن بن جازي الحويطات