(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

السبت، يناير 30، 2016

الإیمان بالأنبياء والرسل الكرام علیھم الصلاة والسلام


    قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)([1]).


أولا: التعريف بالنبي والرسول.
   النبي: كل من نزل عليه الوحي من الله تعالى على لسان ملك من الملائكة، وكان مؤيدا بنوع من الكرامات الناقضة للعادات([2])، والرسول: إنسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ الأحكام، فالرسول أخص من النبي، أي: كل رسول نبي من غير عكس([3]).
ثانيا: الأحكام الثابتة على الأمة مما يتعلق بالأنبياء والرسل عليهم السلام:
1- وجوب الإيمان بنبوتهم ورسالة الرسل منهم.
   يجب على كل مكلف من هذه الأمة أن يؤمن بمن اختارهم الله لنبوته واصطفاهم لرسالته، والإيمان بهم على درجتين:
الدرجة الأولى: إيمان مجمل؛ بأن يؤمن بكل نبي من أنبياء الله إجمالا، سواء من علم اسمه أو جهله.
الدرجة الثانية: إيمان مفصل؛ وذلك بأن يؤمن بأن نوحا بعينه نبي ورسول، وكذا إبراهيم وسائر الأنبياء المقطوع بنبوتهم.
   ويشمل الأمرين قول الله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ([4]).
2- دين الأنبياء والرسل وشرائعهم.
   جميع الأنبياء والمرَسلين دينهم واحد وهو الإسلام، يقول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) ([5])، ويقول عز وجل: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ([6])؛ لذا جاء على لسان كثير من الأنبياء أن دينَهم الإسلام، أو دَعَوا الله أن يجعلهم من المسلمين، أو حكَم الله لهم بالإسلام: قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ([7])، وجاء على لسان يوسف عليه السلام: (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين) ([8])، وفي دعاء إبراهيم وإســماعيل عليهما السلام عند بناء الكعبة: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) ([9])، وجاء على حواري عيسى عليه السلام: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) ([10]).
   وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الأُولَى وَالآخِرَةِ، قَالُوا كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِىٌّ}([11])، فكل الأنبياء أرسِلوا بأصول العقائد: كتوحيد الله تعالى والإيمان بالأنبياء والمرسلين الذين سبَقوهم، والإيمان باليوم الآخر، وكلهم دعَوا إلى الالتِزام بأصول العبادات وأمهات الأخلاق، أما فروع الشرائع فتختلِف من نبي إلى آخر؛ لأن الشرائع تَنزِل لتنظيم المجتمعات ومحارَبة الانحرافات السلوكية فيها؛ فالأمراض الاجتماعية تختلِف من أمة إلى أخرى؛ لذا تتنوَّع الشرائع حسْب اختلاف المجتمعات وأمراضها([12])؛ يقول الله عز وجل: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) ([13]).
3- طاعة الأنبياء والرسل ومتابعتهم ومحبتهم.
   يجب على المكلفين طاعة من بعث إليهم من الأنبياء والمرسلين فيما يأمرونهم به، لأنهم إنما يأمرون بما يأمر الله به، وقد كان الأنبياء والرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم كل رسول إلى قومه خاصة، فرسالة نوح إلى قومه، ورسالة هود إلى عاد، ورسالة صالح إلى ثمود، ورسالة موسى إلى قومه بني إسرائيل خاصة، ولم يكن غير الإسرائيليين مكلفين بطاعة موسى عليه السلام واتباعه، كما أخبر بذلك الله عز وجل في القرآن الكريم.
   أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهي عامة، فما من أحد من البشر سمع بدعوته إلا هو مكلف بالإيمان به واتباعه وطاعته والدخول في دين الإسلام والتزام أحكامه، قال الله تعالى في حقه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ([14])، وقال عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ([15])، وقال صلى الله عليه وسلم: {أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي... وذكر منها وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً}([16])، وليس لأحد من أتباع الديانات السابقة أن يتمسك بديانته ويكتفي بها، بل عليه اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان به، فإن فعل ذلك كان له أجر مرتين، قال الله تعالى في حق جماعة من علماء النصارى قدموا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من الحبشة وأسلموا([17]):(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ([18])  وقال صلى الله عليه وسلم: {ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَأَدْرَكَ النَّبِىَّ  صلى الله عليه وسلم بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَصَدَّقَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ...}([19]).
   وليس أحد من أمة محمد  صلى الله عليه وسلم مكلفا بالرجوع إلى كتب الديانات السابقة لاستمداد الأحكام منها والعمل بما فيها، إلا أن ما ذكر من أحكام تلك الديانات في القرآن أو السنة فنحن متعبدون بها عند جمهور العلماء خلافا للشافعية([20]).
4- وجوب توقير الأنبياء والرسل.
   يجب على كل مكلف توقير الأنبياء وهو تعظيمهم وإكرام ذكرهم وتجنب أي قول أو عمل يغض من أقدارهم، ومن هنا قال :صلى الله عليه وسلم {لا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى وَنَسَبَهُ}([21])، أي لما يوحي به التفضيل عليه من غض لمقامه، قال ابن تيمية: "وإنما حقوق الأنبياء في تعزيرهم، وتوقيرهم ومحبتهم محبة مقدمة على النفس والأهل والمال وإيثار طاعتهم ومتابعة سنتهم، ونحو ذلك من الحقوق التي من قام بها لم يقم بعبادتهم والإشراك بهم" ([22]).
5- التسليم والصلاة على الأنبياء والرسل.
   لقد أُمرنا بالصلاة والتسليم على محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، وأما سائر الأنبياء فقد ورد في القرآن الكريم في سورة الصافات ذكر السلام على نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس، وفي ختام السورة عم المرسلين بالسلام فقال: (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) ([23])، وفي سورة مريم ذكر الله تبارك وتعالى السلام على يحيى وعيسى عليهما السلام في الآيتين: (15،33)، وقال تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) ([24])، ومن هنا لم يوجد خلاف بين العلماء في استحباب السلام على الأنبياء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {إِذَا سَلَّمْتُمْ عَلَيَّ فَسَلِّمُوا عَلَى الْمُرْسَلِينَ: فَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}([25]).
6- حكم التفريق بين الأنبياء والرسل في الإيمان بهم.
   لا يجوز التفريق بين الأنبياء وبين الله تعالى في الإيمان، ولا بين الأنبياء بعضهم وبعض، فمن زعم أنه مؤمن بالله وكافر بالأنبياء أو ببعضهم، أو أنه مؤمن ببعض الأنبياء وكافر ببعضهم الآخر، لم يستحق اسم الإيمان ولم يخرج بإيمانه بمن آمن به عن أن يستحق اسم الكفر حقيقة، دل على ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ([26])؛ ذلك لأن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا، فلا ينفع من آمن بالله أو ببعض رسله إيمانه إذا كفر برسول من رسله، ومن فعل ذلك فقد كفر بالله عز وجل الذي أوحى إليه بالنبوة، وكفر بسائر الأنبياء، ومن سمى أتباع الديانات السابقة الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم مؤمنين فقد خالف الشريعة وناقض القرآن([27])، قال ابن كثير: إنما ذلك لأن الإيمان واجب بكل نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فمن رد نبوته للحسد أو العصبية أو التشهي يتبين أن إيمانه بمن آمن به من الأنبياء ليس إيمانا شرعيا، إنما هو عن غرض وهوى وعصبية، إذ لو كانوا مؤمنين به لكونه رسول الله لآمنوا بنظيره وبمن هو أوضح دليلا وأقوى برهانا([28]).
   وقد أخذ الله على النبيين أن يصدق بعضهم بعضا، وألا يمنع أحدا منهم ما هو فيه من العلم والنبوة من إتباع من يبعث بعده ونصرته([29])، قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ([30]).
7-ز المفاضلة بين الأنبياء والرسل.
   لقد تعرَّضت الرسالات السابِقة خلال التاريخ البشري إلى عوامل كثيرة من الاضطهاد والتحريف والتغيُّر والكِتمان؛ مما فقَد سلسلة نقْلها وتواترها، بل ربما مرَّت قرون وقرون ولا يُدرى عن تلك الشرائع والنبوات أي خبر، وكانت النبوات اللاحقة تُجدِّد كثيرًا من شرائع الأنبياء السابقين، ولكن تلك الفجوات التاريخية لم يستطِع المؤرِّخون للأديان أن يملؤوها، وبقيت نقطة ضعف وحلقة مفقودة في تاريخها، إلا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الخاتَمة؛ فقد امتازت على سائر الشرائع والنبوات باتِّصال سندِها من يوم بعثته صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة، حيث نُقِل القرآن الكريم بشكل متواتِر من يوم نزوله على قلب رسول صلى الله عليه وسلم وسيستمر كذلك إلى أن يَرِث الله الأرض ومن عليها، وذلك بفضل من الله ورحمة وعهْد منه جل جلاله  حيث يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ([31]).
   إن التاريخ يعجِز عن إثبات رسالة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام بطريق وثائقي علمي، إلا من خلال القرآن الكريم، لذا تبوَّأت أمة محمد صلى الله عليه وسلم مكان الحكم والشهادة على الأمم الأخرى بالقرآن الكريم؛ يقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) ([32])، ويُبيِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشهادة للأمة بقوله: {يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)([33]).
   وما شهادة هذا الأمة على غيرها إلا بالقرآن الكريم؛ لأن القرآن ذكَر أن نوحًا بلَّغ رسالات ربه إلى أمته، وكذلك الأنبياء السابقون والرسول صلى الله عليه وسلم على أمته، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكرِّر في مناسبات إشهاد أمته على أنه بلَّغهم رسالات ربهم، كما كان شأنه في حَجَّة الوداع، فبعد أن خطَب خطبته المشهورة قال للناس: "هل بلَّغت" قالوا: نعم، وكرَّرها، ثم قال: "اللهم فاشهَد، وهو يشير بأصبعه إلى الناس تارة، ويرفع بصره إلى السماء وهو يقول: اللهم فاشهد"، إن تواتر النقل الإسناد من المسلمين العدول في أجيال هذه الأمة مَيزة عظيمة انفرَدت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم فتبوّأت هذه المكانة العظيمة بين الأمم.
8- محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده.
   تلقت الأمة النصوص الواردة في الكتاب والسنة بشأن ختم النبوة بالقبول التام، فحصل بهذا إجماعها على كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي ولا رسول بعده، ورسالته هي خاتمة الرسالات وآخرها.
   ويعتقد جماعة الأحمدية بأن الله تبارك وتعالى قد يبعث نبيا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون بأن المعنى الحقيقي لخاتم النبيين في قوله تعالى : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) ([34])، هو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرفع منزلة من كافة المخلوقات ومن الملائكة أيضا، مما يعني أن ختم النبوة والمعراج اسمان لشيء واحد...أي أن الخاتمية تشمل جميع كمالات النبوة، والفراسة جزء منها"([35]).
الرد على الشبهة:
   إن من أصول البحث العلمي عندما نريد ان نبحث عن معنى لفظ في اللغة العربية، أن نعتمد في بحثنا كتب اللغة والمعاجم العربية المعتمدة، وعندما نريد أن نبحث عن تفسير آية أن نرجع إلى كتب التفسير المعتمدة، ونضيف إلى ذلك الأدلة النقلية والعقلية في معنى خاتم النبيين من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال الصحابة –رضي الله عنهم وأقوال العلماء، فأقول وبالله التوفيق:
(1)            معى الخاتم في معاجم اللغة العربية.
1-  يقول الفراهيدي المتوفى سنة 174هـ: "الختام والخاتم ها هنا ما ختم عليه، وخاتمة السورة: آخرها، وخاتم العمل وكل شئ: آخره"([36]).
2-  يقول ابن فارس المتوفى سنة 395هـ: "الخاء والتاء والميم أصلٌ واحد، وهو بُلوغ آخِرِ الشّيء، يقال خَتَمْتُ العَمَل، وخَتم القارئ السُّورة، فأمَّا الخَتْم، وهو الطَّبع على الشَّيء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع على الشيءِ لا يكون إلاّ بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز، والخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم، والنبي صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم، وخِتام كلِّ مشروبٍ: آخِرُه، قال الله تعالى: (خِتَامُهُ مِسْكٌ( ([37])، أي إنّ آخرَ ما يجِدونه منه عند شُربهم إياه رائِحَةُ المسك"([38]).
3-  يقول ابن منظور المتوفى سنة 711هـ: "وختام الوادي أقصاه، وختام القوم وخاتمهم وخاتمهم آخرهم، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، والخاتم والخاتم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وفي التنزيل العزيز )مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ( ([39])، أي آخرهم"([40]).
(2)            معنى )وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ( في كتب التفسير.
1-  يقول الطبري المتوفى سنة 310هـ في تفسيره للآية الكريمة: "ما كان أيها الناس محمد أبا زيد بن حارثة، ولا أبا أحد من رجالكم الذين لم يلده محمد؛ فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين، الذي ختم النبوة فطبع عليها، فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علم لا يخفى عليه شيء...."([41]).
2-  يقول الرازي المتوفى سنة 606هـ في كتابه "مفاتيح الغيب" عن قوله تعالى )وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ(: "وذلك لأن النبي الذي يكون بعده نبي إن ترك شيئاً من النصيحة والبيان يستدركه من يأتي بعده، وأما من لا نبي بعده يكون أشفق على أمته وأهدى لهم وأجدى، إذ هو كوالد لولده الذي ليس له غيره من أحد وقوله: (وَكَانَ الله بِكُلّ شَيْء عَلِيماً( يعني علمه بكل شيء دخل فيه أن لا نبي بعده، فعلم أن من الحكمة إكمال شرع محمد صلى الله عليه وسلم بتزوجه بزوجة دعيه تكميلاً للشرع"([42]).
3-  يقول القرطبي المتوفى سنة 671هـ في كتابه "الجامع لأحكام القرآن": "(وخاتم) قرأ عاصم وحده بفتح التاء، بمعنى أنهم به ختموا، فهو كالخاتم والطابع لهم، وقرا الجمهور بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم، أي جاء آخرهم، وقيل: الخاتم والخاتم لغتان، مثل طابع وطابع، ودانق ودانق، وطابق من اللحم وطابق، قال ابن عطية: هذه الألفاظ عند جماعة علماء الامة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، وما ذكره القاضي أبو الطيب في كتابه المسمى بالهداية: من تجويز الاحتمال في ألفاظ هذه الآية ضعيف، وما ذكره الغزالي في هذه الآية، وهذا المعنى في كتابه الذي سماه بالاقتصاد، إلحاد عندي، وتطرق خبيث إلى تشويش عقيدة المسلمين في ختم محمد صلى الله عليه وسلم النبوة، فالحذر الحذر منه! والله الهادي برحمته"([43]).
4-  يقول ابن كثير المتوفى سنة 774هـ: "فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فكل رسول نبي ولا ينعكس، بذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول اللــه  صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم... إلى أن قال: فمن رحمة الله بالعباد إرسال محمد  صلى الله عليه وسلم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له، وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل"([44]).
   وأقوال المفسرين عموما متفقة على أن المراد من الآية هو ختم النبوة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء مبعثا، ولم ينقل عن أحد من أهل التفسير خلاف ذلك.
(3)            الأحاديث التي ورد فيها تصريحه صلى الله عليه وسلم بانقطاع النبوة وأنه لا نبي بعده ومنها:
أ‌-   قال صلى الله عليه وسلم: {كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي...}([45]).
ب‌- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِىٍّ –رضي الله عنه: {أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى}([46])، يقول النووي: " قال العلماء: وفي هذا الحديث دليل على أن عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان، نزل حكما من حكام هذه الأمة، يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينزل نبيا"([47]).
(4)            إجماع الأمة على أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء فلا نبي بعده.
   تلقت الأمة النصوص الواردة في الكتاب والسنة بشأن ختم النبوة بالقبول التام، فحصل بهذا إجماعها على كون النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي ولا رسول بعده، ورسالته هي خاتمة الرسالات وآخرها، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من العلماء،  منهم:
1-  قال ابن عطية المتوفى سنة 541هـ في معرض كلامه على آية الختم: "وهذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم"([48]).
2-  وقال القاضي عياض المتوفى سنة 544هـ:  "وكذلك من ادعى نبوة أحد مع نبينا صلى الله عليه وسلم، أو بعده كالعيسوية من اليهود القائلين بتخصيص رسالته إلى العرب، وكالخرمية القائلين بتواتر الرسل، وكأكثر الرافضة القائلين بمشاركة على –رضي الله عنه في الرسالة للنبى صلى الله عليه وسلم وبعده، فكذلك كل إمام عند هؤلاء يقوم مقامه في النبوة والحجة، وكالبزيغية والبيانية منهم القائلين بنبوة بزيغ، وبيان وأشباه هؤلاء أو من ادعى النبوة لنفسه أو جوز اكتسابها، والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها، كالفلاسفة وغلاة المتصوفة، وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة، أو أنه يصعد إلى السماء ويدخل الجنة ويأكل من ثمارها ويعانق الحور العين، فهؤلاء كلهم كفار، مكذبون للنبى صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبــر صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين لا نبى بعده، وأخبر عن الله تعالى أنه خاتم النبيين، وأنه أرسل كافة للناس، وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره، وأن مفهومه المراد به دون تأويل ولا تخصيص، فلا شك في كفر هؤلاء الطوائف كلها قطعا إجماعا وسمعا"([49]).
3-  قال الآلوسي المتوفى سنة 1270هـ: "وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب، وصدعت به السنة، وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدعي خلافه ويقتل إن أصر"([50]).
(5)            أقوال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم عن ابنه إبراهيم: "ولو عاش لكان صديقا نبيا".
   حدثنا عبد القدوس بن محمد قال: حدثنا داود بن شبيب الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان قال: حدثنا الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس–رضي الله عنهما،قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقال: {إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ عَاشَ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَلَوْ عَاشَ لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ الْقِبْطُ، وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ}([51]).
   يستدل جماعة الأحمدية بهذا الحديث الشريف على أن النبوة قائمة حتى بعد وفاة النبـي صلى الله عليه وسلم، وبيان ذلك: "هي أن إبراهيم –رضي الله عنه توفي في بداية عام 9هـ، بينما نزلت آية {وخاتم النبيين} عام 5هـ، أي بحوالي أربعة أعوام قبل وفاة إبراهيم –رضي الله عنه، ولا يصعب على أي شخص يملك قليلا من العقل والفهم أن يستنتج أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفهم من آية {وخاتم النبيين} أن النبوة قد انقطعت بصورة دائمة وبكل أنواعها، لما قال: "ولو عاش لكان صديقا نبيا"..."([52]).
الرد على هذه الشبهة.
1-  التعليق على إسناد الحديث: يقول محمد فؤاد عبد الباقي معلقا على إسناد الحديث: "في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط قال فيه البخاري: سكتوا عنه([53])، وقال ابن المبارك: ارم به، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث([54])...."([55]).
2-  ورد الحديث الشريف في صحيح البخاري بلفظ آخر: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: {مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ}، يقول السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة ومعلقا على الحديث الشريف: "قوله {ولو قضي} على بناء المجهول وهذا يحتمل أن يكون بيانا لسبب موته، ومداره على أن إبراهيم قد علق نبوته بعيشه، وهذا مبني على أنه علم ذلك من جهته صلى الله عليه وسلم كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ببعض الطرق الضعيفة، وكذلك جاء مثله عن الصحابة، ومعنى الحديث على هذا: أنه لو قضى النبوة لأحد بعده صلى الله عليه وسلم لأمكن حياة إبراهيم، لكن لما لم يقض لأحد ذلك، وقد قدر لإبراهيم أنه يكون نبيا على تقدير حياته لزم أن لا يعيش"([56]).









([1]) سورة النساء: الآية 151152.
([2])الجامع لأحكام القرآن للفرطبي ج12 ص 80، أعلام النبوة للماوردي ص 38، النبوات لابن تيمية ص 301.
([3])التعريفات للجرجاني، ص 184.
([4]) سورة البقرة: الآية 136.
([5]) سورة آل عمران: الآية 19.
([6]) سورة آل عمران: الآية 85.
([7]) سورة آل عمران: الآية 67.
([8]) سورة يوسف: الآية 101.
([9]) سورة البقرة: الآية 128.
([10]) سورة المائدة: الآية 111.
([11]) رواه مسلم.
([12]) الإيمان بالرسل، أ.د مصطفى مسلم  \http://www.alukah.net/
([13])سورة المائدة: الآية 48.
([14]) سورة الأنبياء: الآية 107.
([15]) سورة سبأ:  الآية 28.
([16]) رواه البخاري.
([17])الجامع لأحكام القرآن للفرطبي ج 13 ص 296.
([18]) سورة القصص: الآيات 5254.
([19]) رواه مسلم.
([20]) للنظر في هذه المسألة: الرجوع إلى كتب الأصول في حجية الفقهاء "في شرع ما قبلنا".
([21]) رواه مسلم.
([22]) إقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، ج 18 ص 47.
([23]) سورة الصافات: الآية 181.
([24]) سورة النمل: الآية 59.
([25]) تفسير الطبري، ج 21 ص 134.
([26]) سورة النساء: الآية 151152.
([27])الجامع لأحكام القرآن للفرطبي، ج6 ص6.
([28])تفسير القران العظيم لابن كثير، ج 1 ص 572.
([29])الجامع لأحكام القرآن للفرطبي، ج 4 ص 124125. تفسير القران العظيم لابن كثير، ج 1 ص 377378.
([30]) سورة آل عمران: الآية 8182.
([31]) سورة الحجر: الآية 9.
([32]) سورة البقرة: الآية 143.
([33]) سورة البقرة: الآية 143. الحديث رواه البخاري.
([34]) سورة الأحزاب: الآية 40.
([35]) خاتم الانبيين "المفهوم الحقيقي"، ميرزا طاهر أحمد، ص 78.
([36]) كتاب العين للفراهيدي، (مادة ختم)، ج 4 ص 241242.
([37]) سورة المطففين: الاية 26.
([38]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس، (مادة ختم)،  ج 2 ص 245.
([39]) سورة الأحزاب: الآية 40.
([40]) لسان العرب لابن منظور، (مادة ختم)، ج 12 ص 163.
([41]) جامع البيان للطبري، ج 20 ص 278279.
([42]) مفاتيح الغيب للرازي، ج 12 ص 375.
([43]) الجامع لأحكام القرآن للفرطبي، ج 14 ص 196197.
([44]) تفسير القران العظيم لابن كثير، ج3 ص 494.
([45]) رواه مسلم.
([46]) رواه مسلم.
([47]) شرح صحيح مسلم للنووي، ج 8 ص 145.
([48]) الجامع لأحكام القرآن للفرطبي، ج 14 ص 196197.
([49]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، للقاضي عياض بن موسى السبتي، ج 2 ص 285286.
([50]) روح المعاني للآلوسي، ج 22 ص 41.
([51]) رواه ابن ماجة في سننه.
([52]) خاتم النبيين "المفهوم الحقيقي" لميرزا طاهر أحمد، ص 41.
([53]) الضعفاء الصغير للبخاري، ص 17.
([54]) الضعفاء والمتروكين للنسائي، ص 147.
([55]) سنن ابن ماجة، تحقيق: محمد عبد الفؤاد عبد الباقي، ج 1 ص 484.
([56]) حاشية السندي على سنن ابن ماجة، ج 3 ص 391 .
التعليقات
0 التعليقات
جميع الحقوق محفوضة@2015 : د.حسن بن جازي الحويطات