(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

الاثنين، يوليو 18، 2016

وسطية العقيدة في النظرة إلى آل البيت الأطهار والصحابة الأبرار


وسطية العقيدة في النظرة إلى آل البيت الأطهار والصحابة الأبرار

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين، ورضي الله عن صحابته أجمعين، وبعد:
   سنتكلم في هذا البحث عن وسطية العقيدة في النظرة إلى آل البيت الأطهار والصحابة الأبرار ضمن سبعة مطالب على النحو الآتي:
المطلب الأول: التعريف بآل البيت والصحابة، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تعريف آل البيت.
   الآل في اللغة: الأتباع، يقال: آل الرجل؛ أي أتباعه وأولياؤه، كما يقال أهله، وأصْلُهُ: أهلٌ، أُبْدلَت الهاءُ همزة، ويستعمل الآل فيما فيه شرف غالبا، فلا يقال: آل الإسكاف([1]).
   أما آل أو أهل البيت في الاصطلاح، فقد اختلف العلماء في من هم المقصود بهم وذلك على عدة أقوال، منها([2]):
1-   أهل الكساء: وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم رضي الله عنهم خاصة.
2-   أهل السكنى: وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لا رجل معهن.
3-  أهل النسب والقرابة: فقيل هم بنو هاشم، فيراد به العباس وأعمامه وبنو أعمامه، وقيل: بل المراد من حرمت عليهم الصدقة من أقربائه صلى الله عليه وسلم وهم: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس رضي الله عنهم، وقيل: هم قرابته صلى الله عليه وسلم من غير تقييد.
4-   كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فهو من آله.
5-   أهل البيت يدخل فيهم أزواجه وقرابته الذين حَرُمَتْ عليهم الصدقة.
    والراجح في المراد بآل البيت: هم الذين حَرُمَتْ عليهم الصدقة، وهم أزواجُه وذريتُه، وكلُّ مسلم من نسل عبد المطلب وهم: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس، وبنو الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنهم([3])، لما روي عن زيد بن أرقم -وعنده حُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ- قَالَ: {قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ}([4]).
المسألة الثانية: تعريف الصحابة.
   من معاني الصحبة في اللغة: الْمُلاَزَمَةُ، وَالْمُرَافَقَةُ، وَالْمُعَاشَرَةُ([5])، يقول ابن فارس: "الصاد والحاء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مقارَنة شيءٍ ومقاربته"([6]).
   أما في الاصطلاح: فإذا أطلقوا الصحبة؛ فالمراد بها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة، قال بعض المحدثين والأصوليين: "إن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات على الإسلام"([7])، وقال ابن حجر العسقلاني: هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك([8]).
   فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له، ومن قصرت، ومن روى عنه، ومن لم يرو عنه، ومن غزا معه، ومن لم يغز معه، ومن رآه رؤية ولو من بعيد، ومن لم يره لعارض، كالعمى، ويخرج بقيد الإيمان: من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان، كما يخرج بقيد الموت على الإيمان: من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومات على الردة فلا يعد صحابيا([9]).
المطلب الثاني: فضل آل البيت الأطهار والصحابة الأبرار، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: فضل آل البيت الأطهار.
   وردت الآيات والأحاديث الكثيرة في بيان فضل أهل البيت، ومنزلتهم العالية عند ربهم، ووجوب تعظيمهم وتوقيرهم وتبجيلهم واحترامهم، والتقرب إلى الله تعالى بذلك، فمنها:
1-   قول الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)  ([10]).
   وجه الدلالة: الآية تشير إلى اصطفاء الله عز وجل لأهل البيت بالمنزلة الرفيعة والمكانة العالية، وأنه يريد لهم الطهر والصلاح تعظيماً لشأنهم، وفي ذلك الدليل الواضح على مكانتهم العظيمة عند ربهم، وتوجب علينا توقيرهم وتعظيمهم واحترامهم لمحبة الله لهم وقربهم منه([11]).
2-   قول الله عزوجل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)  ([12]).
   وجه الدلالة: جاء في الحديث الصحيح أن الصحابة رضي الله عنهم {قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:  قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}([13])، فالأمر بالصلاة عليهم والتسليم عليهم فيه تشريف لهم، وتعظيم ودعاء لهم برفع المنزلة وبلوغ الدرجات العالية في الآخرة([14]).
3-   قول الله تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً)([15]).
وجه الدلالة: قال ابن كثير في تفسير الآية: "أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم ما لا تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني، وتذروني أبلغ رسالات ربي إن لم تنصروني، فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة".... ثم أضاف يقول:" ولا تُنْكَرُ الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كـالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين"([16]).
4-   قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)([17]).
   وجه الدلالة: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَعَدَنِي رَبِّي فِي أَهْلِ بَيْتِي مَنْ أَقَرَّ مِنْهُمْ بِالتَّوْحِيدِ، وَلِي بِالْبَلاغِ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ}([18])، قال القرطبي في سبب نزول الآية: "عن علي بن عبد الله ابن عباس عن أبيه رضي الله عنهم  قال: رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار"([19]).
5-  الصلاة على آل البيت: عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلاَمُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: {قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}([20]).
   وجه الدلالة: يقول الإمام النووي: "أجمعوا على الصلاة على نبيّنا محمّدٌ صلى الله عليه وسلم، وكذلك أجمع من يُعتدّ به على جوازها واستحبابها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالاً، وأما غيرُ الأنبياء، فالجمهور على أنه لا يُصلّى عليهم ابتداء.... واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة، فيُقال: اللَّهمّ صل على محمد وعلى آل محمد، وأصحابه، وأزواجه وذرِّيته، وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أُمرنا به في التشهد، ولم يزل السلفُ عليه خارج الصلاة أيضاً"([21]).
6-  محبة آل البيت: ذهب العلماء إلى أن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والولاء لهم مطلوبة من المسلمين، وأن محبتهم من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن معرفة مقدارهم وتوقيرهم وحرمتهم ورعاية ما يجب من حقوقهم والبر لهم والنصرة لهم كذلك من موجبات الجنة، كما أن بغضهم أو كرههم معصية تؤدي بأصحابها إلى النار([22])، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة منها:
أ‌-   عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {... أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي...}([23]).
   وجه الدلالة: يقول الإمام النووي: "قال العلماء: سُمِّيَا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما"([24]).
ب‌-  عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: {طَرَقْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الحَاجَةِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ، فَقَالَ: هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِيَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا}([25]).
ت‌- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا}([26])،قال الطيبي: "لعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن أن إيجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فإنه تعالى جعل شكر إنعامه وإحسانه بالقرآن منوطاً بمحبتهم على سبيل الحصر فكأنه صلى الله عليه وسلم يوصي الأمة بقيام الشكر"([27]).
7-  عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ} وفي حديث آخر: {إِنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا}([28]).
8-  عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ  :صلى الله عليه وسلم{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي}([29])، جاء في شرح الترمذي: " ومعنى التمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم"([30]).
9-  عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا النَّبِيُّصلى الله عليه وسلم  فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا}([31]).
المسألة الثانية: فضل الصحابة الأبرار.
   ذهب علماء أهل السنة والجماعة إلى أن محبة الصحابة وتوقيرهم وبرهم والولاء لهم ومعرفة حقهم مطلوبة من المسلمين؛ لما لهم من الفضل السابق إلى الإيمان والهجرة والنصرة، وقد وردت الآيات والأحاديث الكثيرة في بيان فضلهم رضي الله عنهم، منها:
1-  قال الله عز وجل: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا...)([32]).
   وجه الدلالة: قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: "فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم، عياذاً بالله من ذلك، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله ويعادون من عادى الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون"([33]).
2-  قال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)([34]).
   قال ابن كثير في تفسيره: "يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وقد تقدم ذكر عدتهم، وأنهم كانوا ألفاً وأربعمائة، وأن الشجرة كانت سمرة بأرض الحديبية.... وقوله تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) وهي الطمأنينة (عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) وهو ما أجرى الله عز وجل على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم، وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة، ثم سائر البلاد والأقاليم عليهم، وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والآخرة، ولهذا قال تعالى: (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)([35]).
3-  قال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ .... وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)([36]).
   وجه الدلالة: الآية إخبار بأن محمداً النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك ولا ريب، وفيها ثناء من الله عز وجل على أصحابه رضي الله عنهم ([37]).
4-  قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)([38]).
   وجه الدلالة: جمهور أهل التفسير على أن المراد بالفتح ههنا فتح مكة، وهذه الآية شاملة لكل الصحابة لمن انفق قبل فتح مكة وقاتل، ولمن انفق بعد الفتح وقاتل، وكلهم وعدهم الله عز وجل بالحسنى، والحسنى هي الجنة([39])، كما قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)([40]).
5-  قال الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)([41]).
   وجه الدلالة: الصادقون هم المهاجرون، والمفلحون هم الأنصار، لقول أبي بكر الصديقرضي الله عنه للأنصار يوم سقيفة بني ساعدة: إن الله سمانا الصادقين; فقال: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ...)  إلى قوله تعالى (...هُمْ الصَّادِقُونَ) ثم سماكم المفلحين, فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ... ) إلى قولــه تعالى (... فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )([42]).
6-   وردت أحديث نبوية شريفة كثيرة تبين فضل الصحابة، منها:
أ‌-   عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ}([43]).
ب‌- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ}([44]).
ت‌-  قَالَ النَّبِيُّ :صلى الله عليه وسلم {النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ}([45])، قال ابن حجر تعليقا على الحديث الشريف: "ووجه الاستدلال بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النّجوم إلى السماء، ومن المعلوم أنّ هذا التّشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيّهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنّجوم، وأيضا فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أمنة لهم، وحرزا من الشّرّ وأسبابه"([46]).
ث‌-  قَالَ صلى الله عليه وسلم: {اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ}([47]).
المطلب الثالث: موقف الصحابة من آل البيت.
 يكمن موقف الصحابة الأبرار من آل البيت الأطهار من خلال أمرين أساسيين:
الأول: أقوال الصحابة في موقفهم من آل البيت.
   تواتر النقل عن أهل العلم جيلاً بعد جيل على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإكرامهم والعناية بهم، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، ونصوا على ذلك في أصولهم المعتمدة، ولعل كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك، فمنها:
1- عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: {ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ}([48])، أي: احفظوا النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته فلا تسبوهم ولا تؤذوهم.
2- عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه أنه قَالَ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي}([49]).
3-  عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنهم  رَكِبَ يَوْمًا، فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بِرِكَابِهِ، فَقَالَ: تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا"، فَقَالَ زَيْدٌ: "أَرِنِي يَدَكَ" فَأَخْرَجَ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا, فَقَالَ: "هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم"([50]).
4-  أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: "أن الحسن بن علي رضي الله عنهما دخل على معاوية رضي الله عنه في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف"، وقال في موقع آخر: "أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه، فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال الحسين رضي الله عنه، ولم تعط أحد أفضل منا"([51]).
5-  قال الذهبي في ترجمة العبَّاس: "كان العبَّاسُ رضي الله عنه إذا مرَّ بعمر أو بعثمان رضي الله عنهما وهما راكبان نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم"([52]).
6-  وفي الطبقات لابن سعد: "عن سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال: ما رأيتُ أحضَرَ فهْماً ولا أَلَبَّ لُبًّا ولا أكثرَ علماً ولا أوسَعَ حِلْماً من ابن عباس رضي الله عنهما، ولقد رأيتُ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه يدعوه للمعضلات"([53]).
الثاني: حقيقة المصاهرة بين الصحابة وآل البيت.
   كثيرٌ من سادات الصحابة رضي الله عنهم ؛ وعلى رأسهم الخلفاءُ الراشدون الأربعةُ زوَّجُوا في أهل بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتزوجوا منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ، ونقَلةِ الأخبار من أهل السُنة والشيعة، وهي من الأَدلة العقلية الواضحة على شيوع المودة بين الصحابة والقرابة؛ إذ لا يُزوج المرءُ ابنته، أو أخته بمن لا يحبه فضلاً عن أن يزوِّجها بمن يمقته، ويُكِنُّ له العِداءَ والبغضاء، ويتضح حقيقة المصاهرة بين الصحابة وآل البيت من خلال النقاط الآتية:
1- مما ينبغي التنبيه عليه هنا أَنَّ أئمةَ الصحابة؛ الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم  هم أصهارُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تزوَّج النبيُّ المُطَهَّر صلى الله عليه وسلم من ابنة أبي بكر، وابنة عمر رضي الله عنهما، وزوَّجَ صلى الله عليه وسلم بناتَه من عثمان بن عفان ذي النورين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، يقول الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في الرحيق المختوم: "فاتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصاهرة أبي بكر وعمر بزواجه بعائشة وحفصة- وكذلك تزويجه ابنته فاطمة بعلي بن أبي طالب، وتزويجه ابنته رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان- رضي الله عنهم  يشير إلى أنه يبغي من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الأربعة، الذين عرف بلاءهم وفداءهم للإسلام في الأزمات التي مرت به، وشاء الله أن يجتازها بسلام، وكان من تقاليد العرب الإحترام للمصاهرة، فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التقرب بين البطون المختلفة، وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعارا على أنفسهم"([54]).
2-   مَن تَزوَّجَ مِنْ آل البيت في بيوت الصحابةرضي الله عنهم :
أ‌-   الرسولُ الأعظم، والنبيُّ الأكرمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، إذ من الملاحظ أن جميعَ أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم إضافةً إلى شرفهن بكونهن أُمَّهاتٍ للمؤمنين، هُنَّ صحابيَّاتٌ جليلاتٌ، ولذا أقتصرُ على ذِكر الأَزواج اللائي حاز آباؤُهن أيضاً شرفَ الصحبة، ونالوا الأَفضليةَ في هذه الأمة، وَهُنَّ([55]):
(1)            عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
(2)             حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.
(3)            أُمُّ حبيبة رَمْلةُ بنت أبي سفيان رضي الله عنهما.
(4)            جويريةُ بنتُ الحارث الخزاعيّة رضي الله عنها.
ب‌- علي بن أبي طالبرضي الله عنه ([56]):
(1)            تزوَّج أسماءَ بنت عُميس بن معبد بن الحارث الخَثْعمية أم عبدالله رضي الله عنها.
(2)            تزوج ليلى بنتَ مسعود بن خالد بن مالك التميمي الدارمي رضي الله عنها.
(3)            تزوج أمامةَ بنتَ أبي العاص بن الربيع رضي الله عنها.
ت‌-  الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما([57]):
(1)            تزوَّج هندَ بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس.
(2)            تزوج أمَّ بشر بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري.
(3)            تزوج أمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله.
(4)            تزوج حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق.
ث‌-  الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما([58]):
(1)            تزوَّج أُمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله: بعد وفاة أخيه الحسن رضي الله عنهم .
(2)            تزوج رُبَابَ بنت امرئ القَيْس بن عدي بن أوس بن جابر الكلبي.
3-   مَن تَزوَّجَ مِن الصحابة في بيوت آل البيت رضي الله عنهم :
أ‌-       تزوَّج عمرُ بن الخطاب من أمَّ كلثوم بنتَ علي بن أبي طالب، وولدت له زيداً، ورقية رضي الله عنهم ([59]).
ب‌-  تزوَّج ذو النورين عثمانُ رضي الله عنه ابنةَ النبي صلى الله عليه وسلم رقيةَ، ثم تزوَّج ابنةَ النبي صلى الله عليه وسلم الثانية أمَّ كلثوم بعد وفاة أختها رقية؛ ولذلك لُقِّب بذي النورين([60]).
ت‌-  تزوَّج أبو العاص بن الربيع من زينبَ بنت النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له عليًّا، وأُمَامة رضي الله عنهم ([61]).
ث‌- تزوج عبدُالله بن الزبير من أمَّ الحسن نفيسةَ بنت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ([62]).
ج‌-   تزوج عبدُالله بن عامر بن كُريز من خديجةَ بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ([63]).
المطلب الرابع: موقف آل البيت من الخلفاء الراشدين، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: موقف الإمام علي بن أبي طالب من خلافتهم رضي الله عنهم .
   تذكر الروايات التاريخية أن علياً  بايع أبا بكر رضي الله عنهما في توليه للخلافة، إلا أن الروايات تضاربت في وقت البيعة هل تم ذلك بعد توليه مباشرة أم تاخرعن ذلك مدة ستة أشهر؟([64]).
      عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: {لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خُطَبَاءُ الأَنْصَارِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ، يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الأَمْرَ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالآخَرُ مِنَّا..... ثُمَّ أَخَذَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكُمْ، فَبَايَعُوهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا، فَلَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَعَلِيًّا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَتَنُهُ أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصًا الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: لا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعَهُ}([65]).
   وها هو علي بن أبي طالب يقر بخلافة الصديق والفاروق رضي الله عنهم، وقد ذكر ذلك في الكتاب الشيعي "الغارات للثقفي" بقوله: "فتولى أبو بكر تلك الأمور. . . . فلما احتضر بعث إلى عمر، فولاّه فسمعنا وأطعنا وناصحنا، وتولى عمر الأمر، وكان مرضي السيرة، ميمون النقيبة"([66]).
المسألة الثانية: أقوال أهل البيت في ثنائهم على الخلفاء الثلاثة.
   ففي كتب السنة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: {لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً، لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي}، وعَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي -يعني: علي بن أبي طالبرضي الله عنه-: {أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ}([67]).
   أما في كتب الشيعة: فقد جاء في كتاب نهج البلاغة: أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتب كتابا إلى أهل مصر وبعثه مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها فقال: "أَمَّا بَعدُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم نَذِيراً لِلعَالَمِينَ وَمُهَيمِناً عَلَى المُرسَلِينَ، فَلَمَّا مَضَى صلى الله عليه وسلم، تَنَازَعَ المُسلِمُونَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُلقَى فِي رُوعِي وَلا يَخطُرُ بِبَالِي أَنَّ العَرَبَ تُزعِجُ هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ صلى الله عليه وسلم عَن أَهلِ بَيتِهِ، وَلا أَنَّهُم مُنَحُّوهُ عَنِّي مِن بَعدِهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَاعَنِي إِلا انثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلانٍ يُبَايِعُونَهُ، فَأَمسَكتُ بِيَدِي حَتَّى رَأَيتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَد رَجَعَت عَنِ الإِسلامِ، يَدعُونَ إِلَى مَحقِ دَينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَخَشِيتُ إِن لَم أَنصُرِ الإسلامَ وَأَهلَهُ أَن أَرَى فِيهِ ثَلماً أَو هَدماً، تَكُونُ المُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعظَمَ مِن فَوتِ وِلايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلائِلَ يَزُولُ مِنهَا مَا كَانَ، كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ وَ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ، فَنَهَضتُ فِي تِلكَ الأَحدَاثِ حَتَّى زَاحَ البَاطِلُ وَ زَهَقَ وَ اطمَأَنَّ الدِّينُ وَ تَنَهنَهَ"([68]).
   وفي كتاب "ناسخ التواريخ" يقول ابن عباس وهو يذكر الصديق رضي الله عنهم : "رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً، وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً"، ويقول في الفاروق رضي الله عنهم : "رحم الله أبا حفص كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومنتهى الإحسان، ومحل الإيمان، وكهف الضعفاء، ومعقل الحنفاء، وقام بحق الله صابراً محتسباً حتى أوضح الدين، وفتح البلاد، وآمن العباد"، ويقول في ذي النورين: "رحم الله أبا عمرو (عثمان بن عفان) كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة، سباقاً إلى كل منحة، حبيباً، أبياً، وفياً: صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله "صلى الله عليه وسلم، وفي كتاب "عيون أخبار الرضا": عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أبا بكر منِّي بمنزلة السمع، وإن عمر منِّي بمنزلة البصر، وإنَّ عثمان منِّي بمنزلة الفؤاد}([69]).
المطلب الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت والصحابة، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت الأطهار.
   وقف أهل السنة بالنسبة لآل البيت بين غلو الغالين وتقصير المخالفين وقد تميز موقفهم منهم بأمور كثيرة منها([70]):
1-  أهل السنة يؤمنون بوجوب محبة أهل البيت ويقدمونهم وفق وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم، ويجعلون ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم جميعا، دون إفراط ولا تفريط.
2-  أهل السنة يعرفون ما يجب لهم من الحقوق، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء، وأمر بالصلاة عليهم تبعاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
3-   أهل السنة يتبرؤون من طريقة النواصب الجافين لأهل البيت، والروافض الغالين فيهم.
4-  أهل السنة يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون عنهن، ويعرفون لهن حقوقهن، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة.
5-  أهل السنة لا يخرجون في وصف آل البيت عن المشروع، فلا يغالون في أوصافهم، ولا يعتقدون عصمتهم، بل يعتقدون أنهم بشر تقع منهم الذنوب كما تقع من غيرهم.
6-    أهل السنة يعتقدون أن أهل البيت ليس فيهم مغفور الذنب، بل فيهم البر والفاجر، والصالح والطالح -الفاسد-.
المسألة الثانية: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الأبرار.
   وقف أهل السنة بالنسبة للصحابة بين غلو الغالين وتقصير المخالفين وقد تميز موقفهم منهم بأمور كثيرة منها([71]):
1-   أن الصحابة هم خير البشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
2-   الاعتراف بكل ما ذكر عنهم من الفضائل في القرآن والسنة وأقوال أهل العلم.
3-   إجماع العلماء من أهل السنة على أن الصحابة جميعا عدول.
4-   السكوت عما شجر بينهم من اختلاف وفتن داخلية ولا نذكرهم إلا بخير.
5-   الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها أو جاءت في القرآن.
6-  الاعتراف بأنهم كلهم على فضل ولكنهم يتفاضلون فيما بينهم، وأن أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم  جميعاً دون انتقاص لفضل كل منهم، وأن خلافة كل واحد منهم ثابتة على النهج الصحيح، وأن من أسلم قبل الفتح وبيعة الرضوان أفضل ممن أسلم بعد ذلك.
7-   الاقتداء بهم والتحلي بفضائلهم واقتفاء آثارهم.
8-   لا نرفع أحداً منهم فوق منزلته ولا ندعي له فضائل لم تثبت وهم في غنى عن مدحهم بما لم يثبت لهم.
9-   الإيمان بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرات مطهرات وأنهن أمهات المؤمنين.
10-    لا يدّعون عصمة أي شخص كائناً من كان مع الاعتقاد أن من جاء بعدهم لا يصل إلى جزيل ما أعد الله لهم من الثواب لأن مُدَّ أحدهم خير من إنفاق مثل جبل أحد ذهباً من غيرهم.
11-          لا يكفرون أحداً من الصحابة ولا اعتبار للمرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
12-          يتولون الصحابة كلهم ويترضون عنهم.
المطلب السادس: عقيدة الشيعة في آل البيت والصحابة، وفيه مسألتان:
المسالة الأولى: عقيدة الشيعة في آل البيت الأطهار، ويظهر من خلال النقاط الآتية:
1.  مبالغتهم وغلوهم في موالاة وحب آل البيت وخصوصا الأئمة الأثني عشر،حيث أسسوا عليها ديانتهم ومذهبهم حتى صار مذهباً مستقلاً وديناً منفصلاً عن الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، واخترعوا روايات كاذبة، واختلقوا أحاديث موضوعة بذلك، يقول زين الدين البياضي في علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "وأكثر شيوخنا يفضلونه على أولي العزم، لعموم رئاسته وانتفاع جميع أهل الدنيا بخلافته"، وفي الأصول من الكافي: أن أمير المؤمنين كثيراً ما كان يقول: "أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا صاحب العصا والمبسم، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد"[72]، وفيه أيضا: "قال أبو جعفر عليه السلام -إمامهم الخامس-: حبنا إيمان، وبغضنا كفر"، ونقلوا عن أبي حمزة أنه قال: قال لي أبو جعفر -عليه السلام-: إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً، قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم وموالاة علي عليه السلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، هكذا يعرف الله عز وجل"[73].
2.  أن الأئمة لا يقل منصبهم عن منصب النبوة والرسالة، قال الخميني في كتابه "ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية": "إن من ضروريات مذهبنا أنه لا ينال أحد المقامات المعنوية الروحية للأئمة حتى ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما روى عندنا بأن الأئمة كانوا أنواراً تحت ظل العرش قبل تكوين هذا العالم ... وأنهم قالوا إن لنا مع الله أحوالاً لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذه المعتقدات من الأسس والأصول التي قام عليها مذهبنا"[74].
3.  اعتقادهم بعصمة الأئمة وإحاطتهم بالعلم كله: ففي كتاب عقائد الإمامية: "ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً عن جميع الرذائل والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان؛ لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء، هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة"[75]، وتكفي نظرة سريعة على عناوين الأبواب في كتاب الأصول من الكافي للكليني، للدلالة على زعمهم إحاطة أئمتهم بجميع العلوم، فمن أمثلة تلك الأبواب: "باب: أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام، باب: أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم، باب: أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء، باب: أنه عز وجل لم يعلم نبيه علماً إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه في العلم"[76].
المسالة الثانية: عقيدة الشيعة في الصحابة الأبرار.
   تتفاوت مواقف الشيعة الإمامية الظاهرة المعلنة تجاه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم متفقون على كونهم مخطئين مخالفين لوصية النبي لعلي بن أبي طالب بالإمامة له ولأولاده من بعده، لذا فمنهم من يظهر الترضي عنهم مع تخطيئهم، ومنهم من يتهجم عليهم تهجمًا شنيعًا متهمًا إياهم بالكذب والخيانة بل والكفر والردة إلا للقليل منهم، ويرون من تمام الاعتقاد انتقاصهم وسبهم ووصفهم بأقبح الصفات، ويرددون في ذلك روايات كثيرة عن أئمتهم في الطعن في الصحابة رضي الله عنهم، لا ينبئ من ذلك أحد من كبار الصحابة وأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة بما فيهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم  جميعا[77]، ويظهر موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم  على النحو الآتي:
1-  تكفيرالشيعة لمعظم الصحابة، ففي فروع الكافي كتاب الروضة عن الإمام الباقر: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة: فسئل عنهم فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي"[78]، ومثل هذا ذكر المجلسي بقوله: "هلك الناس كلهم بعد وفاة الرسولصلى الله عليه وسلم  إلا ثلاثة: أبو ذر والمقداد وسلمان"[79].
2-  السب والشتم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل عام ولخلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة بشكل خاص،[80] يقول مفسر الشيعة الكبير القمي في تفسيره لقول الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ...}[81] عن أبي عبد الله عليه السلام قال:ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس بعده، فأما صاحبا نوح .. وأما صاحب محمد: فجبتر وزريق" وكتب تحت ذلك عالمهم الهندي الملا مقبول بقوله:"روى أن الزريق مصغر أزرق، والجبتر معناه الثعلب، فالمراد من الأول (الأول أبو بكر)؛ لأنه كان أزرق العينين، والمراد من الثاني (الثاني عمر) كناية عن دهائه ومكره"[82]، وكتب في عثمان ذي النورين رضي الله عنه أنه سمي نعثلاً تشبيهاً بذكر الضباع، فإنه نعثل لكثرة شعره .. ويقال: النعثل: التيس الكبير العظيم الجثة، وقال الكلبي في (كتاب المثالب): "كان عثمان ممن يلعب به ويتخنث، وكان يضرب بالدف"[83]، وقال محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه في مصطلح الحديث (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار) بعد أن ذكر مجموعة من الصحابة رضي الله عنهم  قال: "وهؤلاء نتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم، وبغض من أحبهم"[84].
3-  اﺗﻬام الكثير من الصحابة بالكذب في الرواية: ففي كتاب "أصل الشيعة وأصولها": (أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم ... ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة، وأمرهم أشهر من أن يذكر)[85].
المطلب السابع: مقارنة بين عقيدة أهل السنة والشيعة في آل البيت والصحابة.
   من خلال المطالب السابقة تظهر المقارنة بين عقيدة أهل السنة والشيعة في آل البيت والصحابة على النحو الآتي:
1-  إن أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول صلى الله عليه وسلم الأطهار والصحابة الأبرار رضي الله عنهم، فيحبونهم المحبة اللائقة بهم، ويرفعونهم فوق آحاد الناس من المسلمين، وتمتلئ قلوبهم تعظيماً واحتراماً لهم، ويتخذون منهم أئمة يقتدون بهم، ويحتفظون في قلوبهم بذكراهم، وهم مع ذلك لا يرفعونهم فوق مرتبة البشرية، ولا يجعلون لهم ما لا يكون إلا لله رب العالمين، ولا يصرفون لهم عبادة من العبادات مهما كانت،.بينما الشيعة غلوا في حق بعض أئمة أهل البيت، حتى أخرجوهم عن مرتبة المخلوقين إلى مرتبة الألوهية، أو ادعاء نبوتهم، فيرفعونهم فوق منزلة البشر إلى مقام الألوهية، بتصريف العبادات لهم، كالنذر والطواف والذبح والدعاء والاستغاثة.. إلخ، وجعل خصائص الألوهية لهم: كعلم الغيب، والتصرف في الكون، وتصريف المقادير، والإحاطة بعلم كل شيء من الحاضر والغائب، وكذلك غلوهم في الطعن في الصحابة رضي الله عنهم  من تكفيرهم وشتمهم وإلحاق الأذى بهم[86].
2- يثبت أهل السنة والجماعة الخلافة لـعلي بن أبي طالب من بعد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، واستقر رأيهم على أفضلية أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، خلافاً للشيعة القائلين بتقديم علي على غيره وكونه أولى بالخلافة منهم وأحق، لذا فهم ينكرون خلافة من سبقه، ويسمون من أثبت الخلافة لأبي بكر وعمر وعثمان ناصباً، لذا فالصحابة عندهم ظلمة مخطؤون، بل منهم من فسق الصحابة وكفرّهم([87]).
3- إن عقيدة أهل السنة والجماعة في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم   جميعا، مبنية على إجلالهم وتعظيمهم وإعزازهم، وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم، والإقرار بعدالتهم، وأنهم السابقون، وهم خير قرون هذه الأمة، أجلاؤهم وعلماؤهم أفضل الخلق بعد أنبياء الله عز وجل؛ فهم أفضل الأولياء، وأعظم العباد، وأخلص المجاهدين، وأتقى الأتباع للأنبياء، وقد خالف الشيعة أهل السنة والجماعة في هذه النظرة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فبخسوا الصحابة -أو بعضهم- حقهم، وعاملوهم على غير ما يجب أن يعاملوهم به من السبّ والشتم وإلحاق الأذى بهم([88]).







([1]) الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص 963.
([2]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ص 110-114.
([3]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ص 114- 115. عبد المحسن البدر، فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، ص 6.
([4]) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حديث رقم (2408).
([5]) الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ص 134.
([6]) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 3 ص 335.
([7]) ابن الحاج، التقرير والتحبير، ج 2 ص 261. ابن عابدين، رد المحتار، ج 1 ص 14. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، ص 106.
([8]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1 ص 158.
([9]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1 ص 158.
([10]) سورة الأحزاب، الآية (33).
([11]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 115.
([12]) سورة الأحزاب، الآية (56).
([13]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، حديث رقم (3369).
([14]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 115.
([15]) سورة الشورى، الآية (23).
([16]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 7 ص 182-184.
([17]) سورة الضحى، الآية (5).
([18]) رواه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، باب من مناقب أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4718)، وقال عنه: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق عليه الذهبي بقوله: بل منكر لم يصح.
([19]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 20 ص 95.
([20]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، حديث رقم (4797).
([21]) النووي، الأذكار، ص 118.
([22]) مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية، ج 36 ص190.
([23]) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حديث رقم (2408).
([24]) النووي، شرح صحيح مسلم، ج 8  ص 51.
([25]) رواه الترمذي سننه، أبواب المناقب، مناقب الحسن والحسين، حديث رقم (3769). وقال عنه: حديث حسن غريب.
([26]) رواه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3788)، وقال عنه: حديث حسن غريب.
([27]) المبار كفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج 10 ص 290.
([28]) رواهما الترمذي بإسناد صحيح في سننه، أبواب المناقب، مناقب الحسن والحسين، حديث رقم (3768)، (3770).
([29]) رواه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3786)، وقال عنه: حديث حسن غريب.
([30]) المبار كفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج 10 ص 288.
([31]) رواه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3787)، وقال عنه: حديث حسن غريب.
([32]) سورة التوبة، الآية (100).
([33]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 4 ص 178.
([34]) سورة الفتح، الآية (18-19).
([35]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 7 ص 315.
([36]) سورة الفتح، الآية (29).
([37]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 18.
([38]) سورة الحديد، الآية (10).
([39]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 8  ص 46-47.
([40]) سورة يونس، الآية (26).
([41]) سورة الحشر، الآية (8-10).
([42]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 8 ص 288-289.
([43]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3650).
([44]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا»، حديث رقم (3673).
([45]) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة، حديث رقم (2531).
([46]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1 ص 20.
([47]) رواه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3862)، وقال عنه: حديث غريب وضعفه الألباني.
([48]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3713).
([49]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3712).
([50]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، 4/126. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2 ص 360.
([51]) ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8 ص 137.
([52]) الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2 ص 93.
([53]) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2 ص 369.
([54]) صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 436.
([55]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 98، 117، 126،
([56]) ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 6 ص231، ج 8 ص15، 25. الذهبي، سير أعلام النبلاء،  ج 2 ص283. أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 128.
([57]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 98، 122. الإمام احمد بن حنبل، فضائل الصحابة، ج 2 ص 783.
([58]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 123. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1ص355.
([59]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 118. إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، ص 105-109.
([60]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 126.
([61]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 127.
([62]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 105.
([63]) أبو معاذ السيد بن احمد، الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، ص 128.
([64]) الطبري، تاريخ الطبري، ج 2 ص 235-236.
([65]) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم  حديث رقم (4457)، وقال عنه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي في التخليص.
([66]) إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، ص 115- 117.
([67]) رواهما البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا"، حديث رقم (3656)، (3671).
([68]) عبد الحميد بن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 17 ص 151.
([69]) إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، ص 54، 104، 139، 146.
([70]) عبد المحسن البدر، فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، ص 13-16. علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ص 1/125-127. أيضا من موقع على الانترنت: kulalsalafiyeen.com
([71]) مجموعة من الباحثين بإشراف عَلوي السقاف، موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، موقع الدرر السنية على الإنترنت  .dorar.net علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 31-38.
[72] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج1 ص 217، 223 نقلا عن "الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم" ج 1 ص 20 ط الأولى، المطبعة الحيدرية، نشر المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية.
[73] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، ص 46 نقلا عن الأصول من الكافي كتاب الحجة ج1 ص 180، 188.
[74] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، ص 25 نقلا عن "ولايت فقيه در خصوص حكومت إسلامي" النائب الإمام الخميني تحت باب ولايت تكويني من الأصل الفارسي ص 58 ط طهران.
[75] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج1 ص 230 نقلا عن كتاب "عقائد الإمامية" ص 51.
[76] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج1 ص 231  نقلا عن الأصول من الكافي للكليني، ج 1 ص 255، 258، 260، 263.
[77] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت،  ج 2 ص 2.
[78] منظور نعماني، الثورة الإيرانية، ص ١٧٧   نقلا عن فروع الكافي مجلد ( ٣) كتاب الروضة ص ١١٥، إحسان إلهي ظهير الباكستاني، بين الشيعة وأهل السنة، ١٩٩ نقلاً عن طبعة أخرى للكافي كتاب الروضة، ج ٨ ص 246.
[79] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، الشيعة وأهل البيت، 46 نقلا عن "حيات القلوب" للمجلسي، ج 2 ص 640.
[80]  إحسان إلهي ظهير الباكستاني، بين الشيعة وأهل السنة، ص 207.
[81] سورة الأنعام، الآية (112).
[82] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، بين الشيعة وأهل السنة، ص 207 نقلا عن تفسير القمي، ج 1 ص 214، مطبعة النجف- العراق سنة 1386هـ‍. وعن الملا مقبول "قرآن الشيعي في الأردية"، ص 281- ط الهند.
[83] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، بين الشيعة وأهل السنة، ص 209 نقلا عن "الصراط المستقيم للنباطي" ط إيران، ج3 ص30.
[84] إحسان إلهي ظهير الباكستاني، بين الشيعة وأهل السنة، ص 209 نقلا عن "وصول الأخيار إلى أصول الأخبار للعاملي"،  ص164- ط مكتبة الخيام، قم - إيران سنة 1401هـ‍.
[85] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 2 ص 6 نقلا عن كتاب "أصل الشيعة وأصولها" ص ١٤٩.
[86] علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1  ص 244.
([87]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 45.
([88]) علاء بكر، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ج 1 ص 75.
اقراء المزيد ... Résuméabuiyad
جميع الحقوق محفوضة@2015 : د.حسن بن جازي الحويطات