(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

الثلاثاء، يونيو 07، 2016

الرشوة

جاءنا سؤال من أحد الموظفين لدائرة أراضي معان على النحو الآتي:
ما الحكم الشرعي في موظف الحكومة الذي يأخذ راتبا شهريا مقابل عمله ويتعمد ذلك الموظف بعرقلة وتأخير إجراءات معاملة شخص ما ليحصل على الرشوة حتى تتم الإجراءات بسرعة أفيدونا وجزاكم الله خيرا؟


الجواب:
الأصل في موظف الحكومة أنه مخلص ومؤتمن في عمله؛ لأنه أقسم بالله عز وجل على ذلك عند توظيفه، فعلى الموظف أن يبذل جهده في الإتقان في العمل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ عَمَلا أَحَبَّ اللهُ أَنْ يُتْقِنَهُ}، ولكي يكون راتبه حلالا، وبقدر ما يتعمد الموظف بالتقصير في العمل بقدر ما يكون راتبه حراما.
وأما ما يفعله بعض الموظفين زيادة على ذلك بأن يتعمد في تأخير إجراءات المعاملة حتى يحصل على الرشوة، فهذا المال الذي يأخذه (الرشوة) مالا حراما، للأدلة الآتية:
1.  الرشوة في الحكم ، ورشوة المسؤول عن عمل حرام بلا خلاف، وهي من الكبائر، لأنها من باب أكل أموال الناس بالباطل وقد قال الله عزوجل: {وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَال النَّاسِ بِالإْثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
2.  وعن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم {الراشي والمرتشي} وفي رواية زيادة "والرائش".
3.  إن الموظف الذي يقصر في عمله ويستخدم هذا الأسلوب للضغط على الناس حتى يحصل على الرشوة هو من باب الغش في الوظيفة وغش الرعية، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ}.

فانصح جميع من يقوم بهذا العمل أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي وظيفته وأن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا وأن يرجع أموال الرشوة التي أخذها من الناس إلى أصحابها لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك  بقوله: {مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ  دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ}.


التعليقات
0 التعليقات
جميع الحقوق محفوضة@2015 : د.حسن بن جازي الحويطات