إن
معرفة كثير من الأحكام الشرعية تحتاج إلى معرفة مقاديرها من الأوزان والمكاييل
والأطوال، التي كانت مستعملة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الصحابة t،
والتابعين من بعدهم، كالدرهم، والدينار، والمد، والصاع، والوسق، والبريد، والفرسخ،
والذراع...الخ، فهذه المقادير بحاجة إلى تقديرها بالمقادير المعاصرة،
ولما كان الناس وبخاصة في وقتنا الحاضر، يجهلون المقادير الشرعية، ومقارنتها مع المقادير الحديثة، وكان ضبطها ومعرفتها ضروريين للناس في معاملاتهم؛ لضبط أحكامهم الشرعية بها، وللتسهيل والتيسير على الناس في الالتزام بأحكام الدين، كان لا بد من معرفة هذه المقادير الشرعية، وما يعادلها من المقادير المعاصرة.
ولما كان الناس وبخاصة في وقتنا الحاضر، يجهلون المقادير الشرعية، ومقارنتها مع المقادير الحديثة، وكان ضبطها ومعرفتها ضروريين للناس في معاملاتهم؛ لضبط أحكامهم الشرعية بها، وللتسهيل والتيسير على الناس في الالتزام بأحكام الدين، كان لا بد من معرفة هذه المقادير الشرعية، وما يعادلها من المقادير المعاصرة.
وسنتحدث عن مقادير:
الأوزان والمكاييل والمقاييس، على النحو الآتي:
أولا: مقادير الأوزان.
من
أجل تقويم الأوزان الشرعية بالمقادير المعاصرة، وحتى تكون أكثر وضوحاً، فسوف نعتبر
أنّ الدرهم والدينار هما الوحدة الأساسية للموازين، وأنّ باقي الموازين هي جزء أو
مضاعفة لهما؛ وذلك لأنّ الفقهاء قدّروا باقي الموازين بالدرهم والدينار، ولهذا لا
بد أولاً أن نبيّن مقدار موازين كلّ من الدرهم والدينار، وذلك بتعريفهما اصطلاحاً،
وبيان مقدارهما في المقادير المعاصرة، ثم نستخرج من خلالهما مقدار باقي الموازين.
1-
الدِّرْهَم الشَرعي: اسم لِلمضروب
الْمُدَوَّر من الفضّة كالدّينار من الذّهب، وكلّ دِرْهَم ستّةَ دَوَانِيق وكلّ
عَشَرَة منه سبعة مثاقيل([1])، وحتى نعرف مقدار
الدرهم الشرعي بوزن الغرام، لا بد أولا أن نعرف الحبة؛ لأنها هي المعيار للدرهم
والدينار، فالحَبَّة: هي وزن للنوع من الحبوب يتركب منها الدرهم والدينار وباقي
الأوزان، والفقهاء نادراً ما يستعملون كلمة حَبَّة من غير إضافة، وعند الإضافة
يقولون: حَبَّة شعير، ويجعلونها معياراً لبعض المقادير الشرعية، وإذا أطلقوها
فالمراد حَبَّة الشعير في الغالب([2])، وهي الحبة المتوسطة
التي لم تقشر بعد قطع ما دق من طرفيها([3])، وتقدر الحبة على
القول الراجح عند جمهور الفقهاء بواحد على خمسين وخُمْسَيْ حبة([4]) من الدرهم([5])، ومن خلال العملية
الحسابية (1÷50,4 فإن الحبة الواحدة تساوي 0,019841269 من الدرهم)، وبما أن وزن
حبة الشعير بالغرام في المقادير المعاصرة هو (0,058928571غم)([6])، فإن وزن الدرهم
الشرعي بوزن الغرام من خلال العملية الحسابية (0,058928571÷0,019841269) يساوي
تقريبا: (2,970غم)([7]).
2-
الدِّينَارُ (الْمِثْقَال): اسم لوحدة
ذهبية من وحدات النقد التي كان العرب يتعاملون بها، مضروبة كانت أو غير مضروبة([8])، وأما مقدار الدينار
(المثقال) بالمقادير المعاصرة بوزن الغرام: يقول الخطيب الشربيني: "والمثقال
لم يتغير جاهلية ولا إسلاماً، وهو اثنان وسبعون حبة، وهي شعيرة معتدلة لم تقشر
وقطع من طرفيها ما دق وطال، والمراد بالدراهم الدراهم الإسلامية التي كل عشرة منها
سبعة مثاقيل، وكل عشرة مثاقيل أربعة عشر درهماً وسُبْعَان، وكانت في الجاهلية
مختلفة ثم ضربت في زمان عمر، وقيل: عبد الملك على هذا الوزن، وأجمع المسلمون
عليه"([9])، أي أن وزن الدرهم
يساوي سبعة أعشار (0,7) وزن الدينار([10])، ومن خلال العملية
الحسابية (1÷0,7) فإن مقدار الدينار يساوي (1,428571429 درهم)، وبما أن مقدار وزن
الدرهم بالغرام هو(2,970غم) كما بيّنا سابقاً، فإن مقدار وزن الدينار بالغرام من
خلال العملية الحسابية (1,428571429×2,970) يساوي (4,242857144غم)، وهو يساوي
تقريباً (4,24غم)، وبعملية حسابية أخرى، إذا كان وزن المثقال من الذّهب (72) حبّة
من الشّعير، وكان وزن حبة الشعير الواحدة بالغرام يساوي (0,058928571غم)، فإن
مقدار وزن الدينار (المثقال) بوزن الغرام من خلال العملية الحسابية (72×0,058928571
يساوي 4,2غم)، إلا أن العملية الحسابية الأولى أكثر انضباطاً وهي المعتمدة.
مقادير الموازين
الأخرى:
سنذكر مقادير الموازين التي هي جزء أو مضاعفة
للدرهم، وذلك حسب ترتيب الوزن من الأصغر فالأكبر، وسيتم تعريف كل منها اصطلاحاً،
وتحديد مقدارها بالمقادير المعاصرة بوزن الغرام مقارنة مع وزن الدرهم، وسنعتمد في
تقدير هذه الموازين بناءً على أن وزن الدرهم بالغرام يساوي (2,970غم)، وهي كما
يلي:
أ.
الطَّسُّوج: مقدار من الوزن، ويقدّر على
القول الراجح بجزء من أربعة وعشرين جزءاً من الدرهم (0,0416667 من الدرهم)([11])، ومن خلال العملية
الحسابية (0,0416667×2,970) يكون مقدار الطسوج بوزن الغرام (0,123750099غم).
ب.
الْقِيرَاط: مقدار من الوزن، ويقدر على
القول الراجح بجزء من ستة عشر جزءاً من الدرهم (0,0625 من الدرهم) ([12])، ومن خلال العملية
الحسابية (0,0625×2,970) يكون مقدار القيراط بوزن الغرام (0,185525غم).
ت.
الدَّانِق: لفظ مُعَرّب والجمع دَوَانِق
وَدَوَانِيق، وهو من الأوزان ويقدَّر بسدس درهم([13])، ومن خلال العملية
الحسابية (0,16×2,970) يكون مقدار الدانق بوزن الغرام (0,4752غم).
ث.
النَّوَاة: مقدار من الوزن يقدّر بخمسة
دراهم([14])، ومن خلال العملية
الحسابية (5×2,970) يكون مقدارالنواة بوزن الغرام (14,85غم).
ج.
الإِسْتَار: مقدار من الوزن يقدّر بستة
دراهم ونصف الدرهم([15])، ومن خلال العملية
الحسابية (6,5×2,970) يكون مقدار الإستار بوزن الغرام (19,305غم).
ح.
النَّش: مقدار من الوزن عند العرب يقدّر
بعشرين درهماً([16])، ومن خلال العملية
الحسابية (20×2,970) يكون مقدار النش بوزن الغرام (59,4غم).
خ.
الأُوقِيَّة: مقدار من الوزن معروف عند
العرب منذُ القدم ويقدّر بأربعين درهماً([17])، ومن خلال العملية
الحسابية (40×2,970) يكون مقدار الأوقية بوزن الغرام (118,8غم).
د.
الرِّطْل: نوعان من الأرطال، أحدهما:
رطل الفضة، ويزن اثنتي عشرة أوقية بأواقي العرب([18])، ويقدّر بأربعمائة
وثمانين درهماً([19])، والثاني: الرطل
البغدادي، ويزن على القول الصحيح مائة وثمانية وعشرين درهماً وأربعة أسباع الدرهم([20])، والأصل أنّ الرطل
وحدة من وَحدات الأوزان فهو ثقل وليس حجماً، إلا أن الفقهاء فرقوا بين نوعين من
الأرطال، فهناك رطل الفضة (رطل الوزن)، وهناك رطل الكيل (رطل الأشياء)، وكلّ منهما
يختلف في مقداره بعدد الدراهم عن الآخر، وقد قال الفقهاء: أنه إذا أطلق لفظ الرطل
في الفروع فالمراد به الرطل البغدادي (رطل الكيل أو رطل الأشياء)، ويزن الرطل
البغدادي على القول الراجح مائة وثمانية وعشرين درهماً وأربعة أسباع الدرهم (128,57
درهم)([21])، وأما رطل الفضة
(رطل الوزن) فإنه يزن أربعمائة وثمانين درهماً (480 درهم)([22])، ومن خلال العملية
الحسابية (480×2,970) يكون مقدار رطل الفضة بوزن الغرام (1425,6غم)، ومقدار الرطل
البغدادي من خلال العملية الحسابية (128,57×2,975) يساوي بوزن الغرام (382,49573غم).
ذ.
المَنّ: مقدار من الوزن يوزن به رطلان([23])، ويقدّر بتسعمائة
وستين درهما([24])، ومن خلال العملية
الحسابية (960×2,970) يكون مقدار المنّ بوزن الغرام (2851,2غم).
ر.
القِنْطار: مقدار من الوزن، وأرجح
الأقوال أنه يساوي ألفاً ومائتا أوقية، والأوقية تساوي أربعين درهماً([25])، وبالحساب فإنه
يساوي اثني عشر ألف درهم (12000 درهم)، ومن خلال العملية الحسابية (12000×2,970)
يكون مقدار القنطار بوزن الغرام (35640غم).
جدول يبين مقادير الموازين بناءً على أن
مقدار الدرهم بوزن الغرام يساوي (2,970غم)
وحدة الوزن
|
مقدارها من الدرهم
|
مقدارها بوزن الغرام
|
أ-
الحبة
|
0,019841269 من الدرهم
|
0,058928571 غرام
|
ب- الطسوج
|
0,0416667 من الدرهم
|
0,123750099 غرام
|
ت- القيراط
|
0,0625 من درهم
|
0,185525 غرام
|
ث- الدانق
|
0,16 درهم
|
0,4752 غرام
|
ج- الدرهم
|
درهم
|
2,970 غرام
|
ح- الدينار
(المثقال)
|
1,428571429 درهم
|
4,24 غرام
|
خ- النواة
|
5 دراهم
|
14,85 غرام
|
د-
الإستار
|
6,5 دراهم
|
19,305 غرام
|
ذ-
النش
|
20 درهم
|
59,4 غرام
|
ر- الأوقية
|
40 درهم
|
188,8غرام
|
ز- رطل
الوزن (الفضة)
|
480 درهم
|
1428 غرام
|
س- المن
|
960 درهم
|
2856 غرام
|
ش- القنطار
|
12000 درهم
|
35700 غرام
|
ثانيا:
مقادير المكاييل.
إن
الوحدات الأساسية في المكاييل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هما: المُدّ والصّاع،
وكلّ ما سوى ذلك من المكاييل إنما هو جزء منهما أو مضاعفة لهما؛ لهذا يُعدّان
مفتاح معرفة باقي المكاييل، ولو أن الفقهاء اتفقوا في مقدار المُدّ والصّاع
لاتفقوا في كل المقادير الكيلية الأخرى، إلا أنهم اختلفوا في ذلك، وقبل أن ندخل في
تفاصيل المكاييل لا بد من معرفة المُدّ والصّاع وذكر آراء الفقهاء في مقدارهما ثمّ
نبيّن مقدارهما في المقادير المعاصرة.
·
المُدُّ: (بضم الميم)
هو ضرب من المكاييل، قدره ملُء كفّي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومَدَّ يده بهما،
وبه سمي مُدّاً، وقيل رطلان أو رطل وثلث([26]).
·
الصَّاع: هو مكيال
لأهل المديتة يأخذ أربعة أمداد باتفاق الفقهاء([27])،
واختلفوا في مقداره بمقدار الرطل على قولين:
القول
الأول: إن الصاع خمسة أرطال وثلث، والمد ربعه، أي: رطل وثلث، وذهب إلى هذا القول:
المالكية([28])،
والحنابلة([29])،
والشافعية([30]).
القول
الثاني: إن الصاع ثمانية أرطال، والمُدّ ربعه أي: رطلين، وذهب إلى هذا القول:
الإمام أبو حنيفة وصاحبه محمد([31]).
المُدّ
والصاع في المقادير المعاصرة:
لمعرفة
المقادير المعاصرة للمكاييل والتي لها علاقة بالأحكام الشرعية لا بد من تحديد
مقدار المد والصاع بمقادير كل من وزن الغرام والكيلوغرام، ومن ثم بيان المكاييل
الأخرى بالمقادير المعاصرة كونها تقدر بالمد أو الصاع، فإذا كان مقدار الرطل
البغدادي عند جمهور الفقهاء –وهو القول المختار– يساوي مائة وثمانية وعشرين درهماً
وأربعة أسباع الدرهم (128,57 درهماً)([32])،
وأن الدرهم أيضاً على القول الراجح بوزن بالغرام يساوي (2,970غم)، وكان الصاع
يقدّر عند جمهور الفقهاء بخمسة أرطال وثلث (5,3 أرطال)([33])،
فإن مقدار الصاع بالدراهم من خلال العملية الحسابية (128,57×5,3 يساوي 681,421
درهماً)، وبما أن الدرهم أيضاً على القول الراجح بوزن بالغرام يساوي (2,970غم) كما
بيّناه سابقاً، فإن مقدار الصاع من خلال العملية الحسابية بوزن الغرام والكيلوغرام:
(681,421×2,970 يساوي بالغرام تقريباً 2024غم، ويساوي بالكيلوغرام تقريباً 2,024
كغم)، وبما أن المد ربع الصاع فإن مقدار المد بالغرام يساوي (506غم).
مقادير
المكاييل الأخرى:
أما المكاييل الأخرى والتي هي جزء أو مضاعفة
للصاع فسوف نعتمد رأي الجمهور في أن مقدار الصاع خمسة أرطال وثلث، كما سنعتمد أن
مقدار الصاع بوزن الغرام هو (2020غم)، وسوف تكون مقادير المكاييل الأخرى من خلال
العملية الحسابية مع ما توصلنا إليه من مقدار الصاع مقارنة معه، وهي على النحو
الآتي:
أ- القِسْط: مكيال يسع نصف صاع([34])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار القِسْط بوزن الغرام هو (0,5×2024 يساوي
تقريباً 1012غم)، ووزنه بالكيلوغرام تقريباً هو (1,012 كغم).
ب- الكِيْلَجة: مكيال يسع مَنَاً وسبعة أثمان مَنَا، والمَنَا
رطلان، وتقدر على القول الراجح بسبعة أعشار الصاع (0,7 من الصاع)، وقيل نصف صاع([35])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الكيلجة بالمقادير المعاصرة على تقدير أنه
سبعة أعشار الصاع (0,7×2024 يساوي تقريباً بوزن الغرام 1417 غم، وبالكيلوغرام
تفريباً 1,417 كغم).
ت- الْمَخْتُوم: هو الصّاع بعينه([36])،
وسمّي مختوماً لأن الأمراء جَعَلت على أعلاه خاتَماً مطبوعاً لئلا يزاد فيه، ولا
ينقص، ومنعاً للتلاعب([37]).
ث- الْمَكُّوك: مكيال يسع على القول الراجح صاعاً ونصف الصاع([38])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار المكّوك بوزن الغرام هو (1,5×2024 يساوي
3036غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (3,036 كغم).
ج- الفَرَق: (بفتح الراء وهو الأفصح وقيل بسكونها) مكيال معروف
لأهل المدينة يسع ثلاثة أَصْوُع([39])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الفَرَق بوزن الغرام هو (3×2024 يساوي
6072غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (6,072 كغم).
ح- الوَيْبَة: مكيال يسع ستة أصوع، وقيل يسع خمسة أصوع ونصف الصاع([40])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الوَيْبَة بوزن الغرام على تقدير أنه ستة
اصوع هو (6×2024 يساوي 12144غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (12,144 كغم).
خ- المُدْي: مكيال يسع على القول الراجح سبعة أصْوُع ونصف الصاع([41])،
وقيل يسع اثنين وعشرين صاعاً ونصف الصاع([42])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار المُدْي على تقدير أنه سبعة أصْوُع ونصف
الصاع هو (7,5×2024 يساوي 15180غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (15,180 كغم).
د- القَفِيز: مكيال يسع ثمانية مكاكيك والجمع أقفِزَة وقُفْزَان،
وهو أيضاً مقدار مساحة من الأرض قَدَر مائة وأربع وأربعين ذراعاً أو عشر جريب([43])،
والمقصود منه هنا المكيال وليس مقدار مساحة الأرض، وهو يسع ثمانية مكاكيك، والمكوك
يسع صاعاً ونصفاً([44])،
وبالحساب يسع القفيز اثني عشر صاعاً، ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار
القَفِيز بوزن الغرام هو (12×2024 يساوي 24288 غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (24,288
كغم).
ذ- العَرَق: (بفتح الْعين والرَّاء ويقَال أَيضًا: بِإِسكانِ
الرَّاء، وَالصّحِيح الْمَشهور فَتْحُها) وهو ضَفِيرَة تُنْسَج من خُوص ويقال لَه
أَيْضًا: الْمِكْتَل بكسر الْمِيمِ وفتحِ التَّا) والزِّنْبِيل (بِكسر الزَّاي
وبفتحها)، والْقُفَّة والسَّفِيفَة، وكُلُّه اسم لهذَا الْوعَاء الَْعروف، ليس
لسعَته قَدر مضبوط، بل قَد يصغر ويكْبر، وقيل: يسع خمسةَ عشر صاعاً([45])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار العَرَق بوزن الغرام على تقدير أنه خمسةَ
عشر صاعاً هو (15×2024 يساوي 30360غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (30,360 كغم).
ر- الإْرْدَبّ: مكيال لأهل مصر يسع أربعة وعشرين صاعاً([46])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الإْرْدَبّ بوزن الغرام هو (24×2024 يساوي
48576غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (48,576 كغم).
ز- الْقُلَّة: الجمع قُلَل وقِلال، وسميت قِلالاً؛ لأنها تُقَلُّ
أي ترفع إذا مُلئت وتُحمل([47])،
وهي: إناء يسع مئتين وخمسين رطلاً عراقياً([48])،
وبما أن مقدار الصاع على رأي الجمهور يسع خمسة أرطال وثلثاً فإن القُلّة تسع (46,875
صاعاً)، ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الْقُلَّة بوزن الغرام هو (46,875×2024
تساوي تقريباً 94875غم)، وبوزن الكيلوغرام تساوي (94,875 كغم).
س- الجَرِيْب: مكيال يسع ثمانية وأربعين صاعاً، وهو أيضاً نوع من
أنواع المقاييس([49])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الجَرِيْب بوزن الغرام هو (48×2024 يساوي
97152غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (97,152 كغم).
ش- الْوَسْق: (بفتح الواو وكسرها) مكيال يسع ستين صاعاً([50])،
ومن خلال العملية الحسابية يكون مقدار الْوَسْق بوزن الغرام هو (60×2024 يساوي
121440غم)، وبوزن الكيلوغرام يساوي (121,440 كغم).
جدول
يبين مقادير المكاييل بناءً على أن الصاع بوزن الغرام يساوي (2027غم)
وحدة المكيال
|
مقدارها من الصاع
|
مقدارها بالغرام
|
مقدارها بالكيلوغرام تقريباً
|
أ-
الرطل
البغدادي
|
0,1886652 من الصاع
|
381,8529 غم
|
ــــ
|
ب- المد
|
0,25 من الصاع
|
504 غم
|
ــــ
|
ت- القسط
|
0,5 من الصاع
|
1012 غم
|
1 كغم
|
ث- الكيلجة
|
0,7 من الصاع
|
1,417 غم
|
1 كغم
|
ج-
المختوم
|
صاع
|
2024 غم
|
2 كغم
|
ح-
المكوك
|
1,5 صاع
|
3036غم
|
3 كغم
|
خ-
الفرق
|
3 صاع
|
6,072 غم
|
6 كغم
|
د-
الويبة
|
6 صاع
|
12144 غم
|
12 كغم
|
ذ-
المدي
|
7,5 صاع
|
15180 غم
|
15 كغم
|
ر-
القفيز
|
12 صاع
|
24288 غم
|
24 كغم
|
ز-
ك–
العرق
|
15 صاع
|
30360 غم
|
30 كغم
|
س- الإردب
|
24 صاع
|
48576 غم
|
49 كغم
|
ش- القلة
|
46,875 صاع
|
94875 غم
|
95 كغم
|
ص- الجريب
|
48 صاع
|
97152 غم
|
97 كغم
|
ض- الوسق
|
60 صاع
|
121440 غم
|
121 كغم
|
ط-
الكر
|
720 صاع
|
1457280 غم
|
1457 كغم
|
ثالثا:
مقادير المقاييس (الأطوال).
من أجل تقويم المقاييس بالمقادير
المعاصرة وحتى تكون أكثر وضوحاً، فسوف نعتبر أن مقدار الذراع الوحدة الأساسية لهذه
المقاييس؛ ولهذا لا بد أولاً من معرفة الذراع، ومعرفة مقداره بالمقادير المعاصرة،
ثم نقدر المقاييس الأخرى بمقداره.
·
مقدار الذراع الشرعي: اختلف الفقهاء في
تحديد الذراع الشرعي من بين أنواع الأذرع([51]) التي استخدمت في
عصور مختلفة ولغايات متباينة، فنجد منها ما يتساوى في الأطوال ويختلف في الأسماء،
ومنها ما يختلف في الأطوال والأسماء معاً، وقد رجح نجم الدين الكردي أن تحديد
الفقهاء للذراع الشرعي ينطبق تماماً على ذراع اليد([52])، وقد ذكر الفقهاء
الذراع في كتبهم([53]) وقدروه بأربعة
وعشرين أصبعاً معتدلة معترضة، والأصبع ست حبات شعير معتدلات معترضات، وعرض كل
شعيرة ست شعرات بِرْذَوْن([54]).
·
مقدار الذراع في المقادير المعاصرة: فإذا
كان مقدار شعرة البغل في المقادير المعاصرة تقدّر بـ (0,054سم)([55])، وكان الذراع يقدّر
في المقادير الشرعية بأربعة وعشرين أصبعاً، والأصبع ست حبات شعير، وعرض كل شعيرة
ست شعرات من شعرات البغل، فإن مقدار الذراع بالسنتمتر من خلال العملية الحسابية (0,054×6×6×24
يساوي 46,656سم)([56]).
وأما على تقدير أن مقدار شعرة البغل عند بعض
المعاصرين هي (0,05)، فإن مقدار الذراع بالسنتمتر من خلال العملية الحسابية (0,05×6×6×24
يساوي 43,2سم)، وأميل إلى الرأي الأول والمقدّر بـ (0,054 سم) لأنه أضبط في دقة
الحساب.
مقادير الأطوال
الأخرى:
سنذكر مقادير الأطوال الأخرى، وذلك حسب ترتيب
الطول من الأقصر فالأطول، وسنعرفها في اصطلاح الفقهاء، وتحديد مقدارها بالمقادير
المعاصرة وذلك بالسنتمتر والمتر والكيلومتر، بناءً على أن مقدار الذراع (46,656 سم).
أ-
الإِصْبَع: اتفقت آراء الفقهاء أن
الإصبع –أي عرض الإصبع– يساوي ست حبات شعير، والشعيرة تساوي ست شعرات من شعرات
البغل([57])، ويقدر بالنسبة
للذراع بجزء من أربعة وعشرين جزءاً من الذراع، ومن خلال العملية الحسابية (0,054×6×6
يقدر الإصبع بالسنتمتر: 1,944سم).
ب-
القَبْضَة: تقدر القبضة عند الفقهاء
بأربعة أصابع، وتقدر بالنسبة للذراع بسـدس ذراع([58])، ومن خلال العملية
الحسابية (0,16×46,656 تقدر القَبْضَة بالسنتمتر: 7,776سم).
ت-
الشِّبْر: مقدار من المسافة يقدر باثني
عشر أصبعاً([59])، وبالنسبة للأذرع
نصـف ذراع، ومن خلال العملية الحسابية (0,5×46,656 يقدر الشِّبْر بالسنتمتر: 23,328سم).
ث-
القَدَم: ما يمسُّ الأرض من الرِجْل من
الكعب إلى ما دونه حتى الأصابع([60])، وقدّره صـاحب
"معجم لغة الفقهاء" بأربع قبضات([61])، ومن خلال العملية
الحسابية (7,776×4 يقدر الشِّبْر بالسنتمتر 31,104سم).
ج-
الْخُطْوَة (بِالضَّمّ): مقدار من
المسافة تقدر بثلاثة أقدام([62])، وتقدر بالنسبة
للأذرع بذراعين، ومن خلال العملية الحسابية (2×46,656 تقدر الْخُطْوَة بالسنتمتر:
93,312سم).
ح-
الْبَاع: الْبَاعُ والبَوْع والبُوع وهو
مسافة ما بين الْكَفَّين إذَا بسطتهما يَميناً وَشِمَالاً([63])، وهو مسافة تقدر
بأربعة أذرع([64])، ومن خلال العملية
الحسابية (4×46,656 يقدر الْبَاع بالسنتمتر: 186,624سم)، ويقدر بالمتر تقريباً (1,90م).
خ-
الغَلْوة: مقدار من المسافة تقدر
بثلاثمائة ذراع إلى أربعمائة ذراع([65])، وهي على القول
الراجح أربعمائة ذراع([66])، ومن خلال العملية
الحسابية (400×46,656 يقدر الْبَاع بالسنتمتر 18662,4سم)، ويقدر بالمتر تقريباً (187م).
د-
الْمِيل: مقدار من المسافة يقدّر بثلث
فرسخ، ومختلف في مقداره بالأذرع بين الفقهاء، وهو على القول الراجح يقدّر بأربعة
آلاف ذراع([67])، بناءً على اتفاق الفقهاء
أن مقدارالميل يساوي (96000 أصبع)([68])، ومن خلال العملية
الحسابية (4000×46,656 يقدر الْبَاع بالسنتمتر 186624سم)، ويقدر بالمتر تقريباً (1866م)،
وبالكيلومتر تقريباً (1,866كم).
ذ-
الْفَرْسَخ: مقدار من المسافة يقدّر
بثلاثة أميال([69])، وبالأذرع اثني عشر
ألف ذراع([70])، ومن خلال العملية
الحسابية (12000×46,656 يقدر الْبَاع بالسنتمتر 559872سم)، ويقدر بالمتر تقريباً
(5599م)، وبالكيلومتر تقريباً (5,599كم).
ر-
الْبَرِيد: كلمة فارسية يراد بها في
الأصل البغل؛ وأصلها "بُرَيْدهَ دُم" أي محـذوف الذنب؛ لأن بغال البريد
كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت، ثمّ سمّي به الرّسول المحمول
علَيها، ثمّ سمّيت المسافة به والجمع بُرُد([71])، والبريد مقدار من
المسافة يقدّر بأربعة فراسخ، وبالأذرع اثنين وأربعين ألف ذراع([72])، ومن خلال العملية
الحسابية (42000×46,656 يقدر الْبَاع بالسنتمتر 2239488سم)، ويقدر بالمتر تقريباً
(22395م)، وبالكيلومتر تقريباً (22,395كم).
جدول يبين مقادير المقاييس (الأطوال)
بناءً على أن مقدار الذراع يساوي (46,656سم)
وحدة
المسافة
|
مقدارها
بالذراع
|
مقدارها
بالسنتمتر
|
مقدارها
بالمتر تقريبا
|
مقدارها
بالكيلومتر
|
أ-
الإصبع
|
0,041666 ذراع
|
1,9440016سم
|
ــــ
|
ــــ
|
ب- القبضة
|
0,166666 ذراع
|
7,7760064سم
|
ــــ
|
ــــ
|
ت- الشبر
|
0,5 ذراع
|
23,328سم
|
ــــ
|
ــــ
|
ث- القدم
|
0,6 ذراع
|
31,104026سم
|
ــــ
|
ــــ
|
ج- الذراع
|
ذراع
|
46,656سم
|
ــــ
|
ــــ
|
ح- الخطوة
|
2 ذراع
|
93,312سم
|
ــــ
|
ــــ
|
خ- الباع
|
4 ذراع
|
186,624سم
|
2م
|
ــــ
|
د-
الغلوة
|
400 ذراع
|
18662,4سم
|
187م
|
ــــ
|
ذ-
الميل
|
4000 ذراع
|
186624سم
|
1866م
|
1,866كم
|
ر- الفرسخ
|
12000 ذراع
|
559872سم
|
5599م
|
5,599كم
|
ز- البريد
|
48000 ذراع
|
2239488سم
|
22395م
|
22,395كم
|
([51]) أنواع الأذرع: 1– السوداء. 2– الحديد.
3– اليوسفيه. 4– القاضية (الدور). 5– اليد. 6– المرسلة. 7–الأواني. 8– الكرباس. 9–
المساحة. 10– القديم. 11– الهاشمية الصغرى. 12– المعمارية. 13– النجار. 14–
الهاشمية الكبرى. 15– العمريـــــــــة. 16– الميزانية.
انظر:
نجم الدين الكردي، المقادير الشرعية، ص 251– 259. فالتر هنتس، المكاييل والأوزان
الإسلامية، ص83–92.
([56]) قلعه جي، معجم لغة الفقهاء، ص 190، 420. وفي تقدير آخر عند العلماء
لمقدار الذراع بالمقادير المعاصرة: الذراع الهاشمي (62,208سم)، وفي قول آخر لفالتر
هنتس أن ذراع اليد (50,3سم)، وفي مقدار آخر (48,54 سم)، وفي قول آخر للكردي (48
سم). انظر: فالتر هنتس، المكاييل والأوزان الإسلامية، ص 91. نجم الدين الكردي،
المقادير الشرعية، ص 297.